الحضارة الفرعونية والحقائق والاسرار بها
صفحة 1 من اصل 1
الحضارة الفرعونية والحقائق والاسرار بها
حضارة قدماء المصريين أو كما تسمى أحيانا حضارة وادي النيل هي حضارة نشأت بطول نهر النيل بشمال شرق أفريقيا منذ سنة3000 ق.م. إلى سنة30 ق.م. وهي أطول حضارة مكوثا بالعالم القديم, ويقصد بالحضارة المصرية القديمة من الناحية الجغرافية تلك الحضارة التي نبعت بالوادي ودلتا النيل حيث كان يعيش المصريون القدماء. ومن الناحية الثقافية تشير كلمة الحضارة للغتهم وعباداتهم وعاداتهم وتنظيمهم لحياتهم وإدارة شئونهم الحياتية والإدارية ومفهومهم للطبيعة من حولهم وتعاملهم مع الشعوب المجاورة. ويعتبر نهر النيل الذي يدور حوله حضارة قدماء المصريين بنبع من فوق هضاب الحبشة بشرق أفريقيا ومنابع النيل بجنوب السودان متجها من السودان شمالا لمصر ليأتي الفيضان كل عام ليعذي التربة بالطمي. وهذه الظاهرة الفيضانية الطبيعية جعلت إقتصاد مصر في تنام متجدد معتمدا أساسا علي الزراعة. ومما ساعد عل ظهور الحضارة أيضا خلو السماء من الغيوم وسطوع الشمس المشرفة تقريبا طوال العام لتمد المصريين القدماء يالدفء والضوء. كما أن مصر محمية من الجيران بالصحراء بالغرب والبحر من الشمال والشرق ووجود الشلالات (الجنادل) جنوبابالنوبة علي النيل مما جعلها أرضا شبه مهجورة. وفي هذه الأرض ظهر اثنان من عجائب الدنيا السبع. وهما الأهرامات بالجيزة وفنار الإسكندرية. وهذا الإستقرار المكاني جعل قدماء المصريين يبدعون حضارتهم ومدنيتهم فوق أرضهم. فأوجدوا العلوم والآداب والتقاليد والعادات والكتابات والقصص والأساطير وتركوا من بعدهم نسجيلات جدارية ومخطوطية على البردي لتأصيل هذه الحضارة المبتكرة . فشيدوا البنايات الضخمة كالأهرامات والمعابد والمقابر التي تحدت الزمن. علاوة علي المخطوطات والرسومات والنقوشات والصور الملونة والتي ظلت حتي اليوم . وكانوا يعالجون نبات البردي ليصنعوا منه اطماره الرقيقة وكتبوا عليها تاريخهم وعلومهم وعاداتهم وتقاليده لتكون رسالة لأحفادهم وللعالم أجمع. فكانوا يكتبون عليها باللغة الهيروغليفية وهي كتابة تصويرية التي فيها الرمز يعبر عن صورة معروفة. وابتدعوا مفاهيم في الحساب والهندسة ودرسوا الطب و طب الأسنان وعملوا لهم التقويم الزمني حسب ملاحظاتهم للشمس والنجوم(أنظر : دوائر الحجر). ورغم أن قدماء المصريين كانوا يعبدون آلهة عديدة إلا ان دعوة التوحيد الإلهي ظهرت علي يد الملك إخناتون. كما أنهم أول من صوروابتدع عقيدة الحياة الأخروية. وهذه المفاهيم لم تكن موجودة لدي بقية الشعوب. وبنوا المقابر المزينة والمزخرفة وقاموا بتأثيثها ليعيشوا بها عيشة أبدية. وكانت مصر القوة العظمي بالعالم القديم وكان تأثيرها السياسي في أحيان كثيرة يمتد نفوذه لدول الجوار شرقا في آسيا وغربا بأ فريقيا. وجنوبا بالنوبة وبلاد بونت بالصومال. وكان قدماء المصريين يطلقون علي أرضهم كيمت Kemet أي الأرض السوداء لأن النيل يمدها بالطمي وكان يطلق عليها أيضا ديشرت Deshret أي الأرض الحمراء إشارة للون رمال الصحراء تحترق تحت أشعة الشمس. وكانت وفرة مياه الفيضان قد جعلهم يفيمون شبكة للري والزراعة وصنعوا القوارب للملاحة والنقل وصيد الأسماك من النهر. وأعطتهم الأرض المعادن والجواهر النفيسة كالذهب والفضة والنحاس. وكانوا يتبادلون السلع مع دول الجوار.وتاريخ مصر نجده يبدأ منذ سنة 8000ق.م في منطقة جنوب شرق مصر عند الحدود السودانية الشمالية الشرقية. وقد جاءها قوم رعاة
وكانت هذه المنطقة منطقة جذب حيث كان بها سهول حشائشية للرعي ومناخها مضياف وكان بها بحيرات من مياه الأمطارالموسمية. وآثارهم تدل علي أنهم كانوا مستوطنين هناك يرعون الماشية. وخلفوا من بعدهم بنايات ضخمة في سنة 6000ق.م. وسلالة هؤلاء بعد 2000سنة قد نزحوا لوادي النيل وأقاموا الحضارة المصرية القديمة ولاسيما بعدما أقفرات هذه المنطقة الرعوية وتغير مناخها. واستقروا سنة 4000ق.م. بمصر العليا ولاسيما في نيخن القديمة ونجادة(مادة) وأبيدوس(مادة) (أنظر : بداري). وقد بدأت الزراعة في بلدة البداري منذ ستة5000 ق.م. وكلن الفيوم مستوطنين يزرعون قبل البداري بألف سنة. وكانت مدينة مرميد بالدلتا علي حدودها الغربية منذ سنة 4500ق.م. وفي مدينة بوتو ظهرت صناعة الفخار المزخرف يختلف عن طراز الفخار في مصر العليا. وكان هناك إختلاف بين المصريين القدماء مابين مصر العليا ومصر السفلي في العقيدة وطريقة دفن الموتي والعمارة .وجاء الملك مينا عام 3100ق.م. ووحد القطرين (مصر العليا ومصر السفلي). وكان يضع علي رأسه التاجين الأبيض يرمز للوجه القبلي والأحمر للوجه البحري . وجعل الملك مينا منف Memphis العاصمة الموحدة و كانت تقع غرب النيل عند الجيزة وأبيدوس المقبرة الملكية والتي إنتقلت لسقارة إبان عصر المملكة القديمة ..
وكان عدد سكان مصر قبل عصر الأسرات( 5000ق.م. – 3000ق.م.) لا يتعدي مئات الالآف وأثناء المملكة القديمة (2575ق.م. –2134 ق.م.) بلغ عددهم 2مليون نسمة وإبان المملكة الوسطي (2040 ق.م. – 1640 ق.م.) زاد العدد وأثناء المملكة الحديثة (1550 ق.م. – 1070 ق.م.) بلغ العدد من 3 إلى 4 مليون نسمة. وفي العصر الهيليني (332ق.م. - 30 ق.م.) بلغ العدد 7 مليون نسمة. وبعدها دخلت مصر العصر الروماني. وكان المصريون يجاورون النهر. لأنها مجتمع زراعي وكانت منف وطيبة مركزين هامين عندما كانت كل منهما العاصمة.
العصر الفرعوني
بدأت الحضارة في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ بنحو مائة ألف سنة ، واعتبر المصريون القدماء ، منذ أواخر العصر الحجري القديم (10آلاف عام قبل الميلاد ) بأنهم أمة قائمة بذاتها وأطلقوا علي أنفسهم أهل مصر أو ناس الأرض
ونشأت مملكتان في مصر إحداهما في الشمال عاصمتها بوتو في غرب الدلتا وشعارها البردي وتعبد الإله حورورمزها الثعبان والأخري في الجنوب عاصمتها نخن أو الكاب الحالية وشعارها اللوتس وتعبد الإله ست
وقد قامت عدة محاولات في عصر ما قبل التاريخ لتوحيد مملكتي الشمال والجنوب حتي نجح الملك مينا حوالي عام 3200 ق .م في توحيد الشمال والجنوب ، وأنشأ عاصمة الدولة المتحدة عند رأس الدلتا وسماها (القلعة البيضاء) وهي التي عرفت فيما بعد باسم ( منف ) أو(ممفيس ) مؤسسا بذلك أول دولة في التاريخ تظهر كوحدة سياسية لها عاصمة وبها حكومة مركزية وجهاز إداري من جيش وشرطة وتعليم وقضاء
عصر الدولة القديمة 2980 ق. م .- 2475 ق . م
تطورت الحضارة المصرية وتبلورت مبادئ الحكومة المركزية ، وشهد عصر هذه الدولة نهضة شاملة في شتي نواحي الحياة ، حيث توصل المصريون إلي الكتابة الهيروغليفية أي ( النقش المقدس ) ، واهتم الملوك بتأمين حدود البلاد ونشطت حركة التجارة بين مصر والسودان . واستقبلت مصر عصراً مجيداً في تاريخها عرف باسم عصر بناة الأهرامات ، وشهد هذا العصر بناء أول هرم (هرم سقارة) ، ومع تطور الزراعة والصناعة استخدم المصريون أول أسطول نهري لنقل منتجاتهم . وبلغت الملاحة البحرية شأنا عظيما وأصبحت حرفة منظمة كغيرها من الحرف الراسخة التي اشتهرت بها مصر القديمة
عصر الدولة الوسطي 2160ق.م .- 1580 ق.م
اهتم ملوك الدولة الوسطي بالمشروعات الأكثر نفعا للشعب فازدهرت الزراعة وتطورت المصنوعات اليدوية ، أنتج الفنانون المصريون والمهندسون تراثاً رائعاً انتشر في الأقصر والفيوم وعين شمس . كذلك ازدهر الفن والأدب في هذا العصر ولكن نهاية حكم هذه الدولة شهد غزو الهكسوس واحتلالهم لمصر
عصر الدولة الحديثة 1580ق.م. - 1150ق.م
بعد أن تم للملك أحمس الأول القضاء علي الهكسوس وطردهم خارج حدود مصر الشرقية عاد الأمن والاستقرار إلي ربوع البلاد . وبدأت مصر عهداً جديداً هو عهد الدولة الحديثة ، وأدركت مصر أهمية القوة العسكرية لحماية البلاد ، فتم إنشاء جيش قوي لتكوين امبراطورية عظيمة امتدت من نهر الفرات شرقاً إلي الشلال الرابع علي نهر النيل جنوباً. وأصبحت مصر قوة عظمي ، وصارت بذلك امبراطورية عظيمة مترامية الأطراف وأقدم امبراطورية في التاريخ. لقد حاز ملوك وملكات الأسرة الثانية عشرة شهرة عالمية في ميادين السياسة والحرب والثقافة والحضارة والدين .. "أحمس" بطل التحرير .. "امنحوتب الأول" العادل الذي أصدر قانونا بمنع السخرة وبوضع المعايير العادلة للأجور والحوافز .. "تحتمس الأول" المحارب الذي وسع الحدود المصرية شمالا وجنوبا ونشر التعليم وتوسع في فتح المناجم وصناعة التعدين .. "وتحتمس الثاني" المتأنق و"تحتمس الثالث" الامبراطور صاحب العبقرية العسكرية الفذة وأول فاتح عظيم في تاريخ العالم .. و "تحتمس الرابع" الدبلوماسي الذي كان أول من اهتم بتدوين وتسجيل المعاهدات الدولية.. و"امنحوتب الثالث" أغني ملك في العالم القديم والذي فتح المدارس "بيوت الحياة" لنشر التعليم والفنون التشكيلية والتطبيقية .. و"اخناتون" أول الموحدين وأول ملك في تاريخ الانسانية نادي بوحدانية الله خالق كل شئ .. و"توت عنخ آمون" الذي حاز شهرة في العالم المعاصر
ومن أشهر ملكات هذه الأسرة علي سبيل المثال الملكة " اياح حتب" زوجة الملك "سقنن رع" ، والملكة " أحمس نفرتاري " زوجة أحمس الأول ، والملكة "تي" بنت الشعب وزوجة امنحوتب الثالث وأم اخناتون ، والملكة "نفرتيتي" زوجة "اخناتون " والملكة العظيمة "حتشبسوت" التي حكمت مصر قرابة عشرين عاما . وبلغت مصر في عهدها أعلي قمة في الحضارة والعمارة والتجارة الدولية حيث أرسلت البعثة البحرية التجارية والعلمية الي بلاد بونت كذلك شيدت واحدا من أعظم الآثار المعمارية وأكثرها روعة وفخامة وهو معبد "الدير البحري" علي الشاطئ الغربي للنيل في مواجهة الأقصر وهو معبد فريد في تصميمه وليس له مثيل بين معابد العالم القديم كلها
وشهد هذا العصر أيضا ثورة اخناتون الدينية حيث دعا إلي عبادة إله واحد ورمز له بقرص الشمس وأنشأ عاصمة جديدة للبلاد وأسماها "اخيتاتون". وتعرضت مصر منذ حكم الأسرة 21 حتي 28 لاحتلال كل من الآشوريين عام 670 ق.م ثم الفرس حتي انتهي حكم الفراعنة مع الأسرة 30 ودخول الإسكندر الأكبر مصر
اشتهرت الحضارة المصرية القديمة مثل حضارة وادي ما بين النهرين، بأنها أقدم الحضارات التي عرفها التاريخ، فقد كانت تقوم نظم اجتماعية متطورة جعلتها أكثر بلاد ذلك الزمن تقدماً، لقد ساهمت عدة عوامل في تقدم وتطور هذه الحضارة، مثل اكتشاف الكتابة واستخدامها في الألف الثالث قبل الميلاد واستثمارهم لمياه النيل، والمنعة الجغرافية التي ضمنتها لهم حدودهم الطبيعية من مخاطر الغزو الخارجي.
إلا أن هذا المجتمع المتحضر كانت تحكمه سلالة الفراعنة، وكانت تحكم بنظام الكفر البواح الذي عرف بأنه نظام الحكم الفرعوني، كما يقص علينا القرآن الكريم، لقد انتفخ الفراعنة غروراً، وأنكروا الله وأداروا ظهورهم له، ولكن في النهاية لم تنفعهم قوتهم ومنعتهم وحضارتهم العظيمة وتفوقهم العسكري في مواجهة الهلاك.
التعليم والكتابة
كان مستقلا في مصر القديمة وكانت الكتابة والقراءة محدودتين بين نسبة صغيرة من الصفوة الحاكمة أو الكتبة في الجهاز الإداري. وكان أبناء الأسرة الملكية والصفوة الحاكمة يتعلمون بالقصر. وبقية أبناء الشعب كانوا يتعلمون في مدارس المعابد أو بالمنزول . وكان تعليم البنات قاصرا علي الكتابة والقراءة بالبيت. وكان المدرسون صارمين وكانوا يستعملون الضرب
الأدب
تؤكد آثار المصريين براعتهم في الكتابة والأدب ويظهر ذلك واضحاً فيما تركه المصريون من آثار ، ولن ينسي التاريخ فضل المصريين علي الإنسانية في اختراع الكتابة التي سماها الاغريق "بالخط الهيروغليفي" وتتكون الأبجدية الهيروغليفية من 24حرفاً .. واستخدم المصريون القدماء المداد الأسود أو الأحمر في الكتابة علي أوراق البردي . وبرع المصريون في الأدب الديني الذي تناول العقائد الدينية ونظرياتهم عن الحياة الأخري وأسرار الكون والأساطير المختلفة للآلهة والصلوات والأناشيد ومن أقدم أمثلة الأدب الديني "نصوص الأهرامات" و كتاب الموتي
كما برع الأديب المصري القديم في كتابة القصص وحرص علي أن تكون الكلمة أداة توصيل للحكمة وآداب السلوك وظل المصريون حريصين علي رواية تراثهم من الحكم والأمثال وعلي ترديدها بأعيادهم واحتفالاتهم وتقاليدهم
وبذلك كان المصريون من أحرص شعوب العالم علي تسجيل وتدوين تاريخهم والأحداث التي تعرضوا لها في حياتهم وبهذه الخطوة الحضارية ظهر العديدمن الأدباء والحكماء والمثقفين المصريين الذين تركوا لنا أعمالا تدل علي مدي رقي الفكر والثقافة في مصر
الموسيقي
أحب المصري الموسيقي والغناء ، وأقبل المصريون علي الموسيقي واستخدموها في تربية النشء وفي الاحتفالات العامة والخاصة وخاصة في الجيش ، وكذلك استخدموها في الصلوات ودفن الموتي
وقد عرف المصريون في عصر الدولة القديمة آلات النفخ والوتريات مثل "الهارب" (اسمها الفرعوني تيبوتي) وابتدعوا أنماطا وأشكالا من الآلات التي تؤدي الإيقاعات والنغمات المختلفة وقاموا بتطويرها عبر مراحل تاريخهم القديم
التزيين
عرف القدماء المصريون التجمل بالحلي والتي تميزت بالدقة الفنية العالية وجمال التشكيل واستخدمت العناصر الزخرفية من الطبيعة مثل نبات البردي والنخيل وزهر اللوتس كما استخدموا الأحجار الكريمة ، وحرصت المرأة بصفة خاصة علي الاهتمام بزينتها واستخدمت الكحل والأساور والعقود والخواتم والقلائد والحنة
واختلفت الملابس في مصر الفرعونية من طبقة إلي أخري ، وكانت تصنع من الكتان الناعم أو من الأقمشة الحريرية المستوردة من بلاد سوريا القديمة ، وكانت الملابس تتنوع باختلاف المناسبات
المعتقدات الدينية
يقول المؤرخ الإغريقي هيرودوتس: إن المصريين القدامى كانوا أكثر الناس تقى في عالم ذلك الزمان، إلا أن دينهم لم يكن دين الحق، بل كانوا مشركين، وظلوا متمسكين بدينهم المنحرف بسبب تشددهم.
كان المصريون القدامى متأثرين جداً بالبيئة الطبيعية التي كانوا يعيشون فيها، لقد منعت طبيعة بلادهم الجغرافية عنهم أي هجوم خارجي، فقد كانت مصر محاطةً بالصحارى والجبال والبحر من كل الجهات، لم تكن الهجمات ممكنة إلا من طريقين فقط، وكان من الممكن السيطرة عليهما بسهولة، وبفضل هذه الطبيعة الجغرافية بقيت مصر منعزلة عن العالم الخارجي، إلا أن هذه العزلة مع الزمن تحولت إلى تعصب أعمى ، وهكذا أصبح لدى المصريين نظرة خاصة منيعة على أي تغيير، مغلقة عن أي تنوير، فهم قوم لا يرون إلا دينهم قانوناً ومعيشةً، وأصبح دين آبائهم الذي يذكره القرآن أثمن مالديهم .
لهذا أدار فرعون وحاشيته ظهورهم لموسى وهارون عندما دعوهم لدين الحق:
قال الله تعالىقَالوآ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبآءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الكِبْرِيَآءُ فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِيْنَ ) (يونس: 78).
كان دين المصريين القدامى ينقسم إلى قسمين: قسم رسمي يختص بالدولة، وقسم آخر يبحث في معتقدات الناس حول الحياة بعد الموت، ينص المعتقد الديني الذي يخص الدولة على أن فرعون كينونة مقدسة، وهو انعكاس للآلهة على الأرض ليقيم العدالة فيها ويحمي الناس.
كانت المعتقدات التي انتشرت بين الناس في غاية التعقيد، وكانت البنود الدينية التي تتعارض مع دين الدولة الرسمي تلغى بأحكام فرعونية، تقوم ديانتهم بشكل أساسي على الاعتقاد بتعدد الآلهة، وغالباً ما تصور هذه الآلهة على شكل جسم بشري يحمل رأس حيوان، إلا أنه من الممكن أيضاً أن نلتقي بتقاليد محلية تختلف من منطقة إلى أخرى.
تشكل الحياة بعد الموت القسم الأكبر من المعتقدات المصرية، هم يؤمنون بأن الروح يستأنف الحياة بعد أن يموت الجسد، وحسب هذا المعتقد: تحمل الملائكة أرواح الموتى إلى الإله القاضي، وإلى جانبه اثنان وأربعون قاضياً، يوضع الميزان في المنتصف ويوزن قلب الروح في هذا الميزان، يُنقل أولئك الذين يحملون حسنات أكثر إلى مكان جميل ويعيشون في سعادة، أما أولئك الذين تطغى سيئاتهم فيرسَلون إلى مكان يذوقون فيه ألوان العذاب، هناك يُعَذَّبون إلى الأبد من قبل وحش اسمه "آكل الموتى".
يلتقي معتقد المصريين القدامى في اليوم الآخر مع دين التوحيد، إن هذا الاعتقاد وحده يكفي للبرهنة على أن دين التوحيد قد وصل إلى الحضارة المصرية القديمة، إلا أن هذا الدين قد فسد في النهاية وتحولت الوحدانية إلى التعددية، لقد اكتشف حديثاً أنه قد تتابع على مصر رسل دعوا المصريين إلى توحيد الله وعبادته، كما كانوا يتتابعون على كل أهل الأرض من وقت إلى آخر، أمثال هؤلاء سيدنا يوسف عليه السلام الذي يروي القرآن قصته بالتفصيل، وقصة يوسف مهمة من حيث إنها تتضمن وصول بني إسرائيل إلى مصر واستقرارهم فيها.
من جهة أخرى: تفيد بعض المصادر التاريخية أن بعض المصريين قاموا بالدعوة إلى دين التوحيد حتى قبل موسى(عليه السلام)، أحد هؤلاء هو أكثر الفراعنة أهمية في تاريخ مصر... إنه أمنحوتب الرابع.
الفرعون الموحد أمنحوتب الرابع
كان الفراعنة المصريون بشكل عام أشداء قساة ظالمين محاربين ومتوحشين، والخاصية المشتركة للفراعنة أنهم قبلوا دين مصر المتسم بالشرك وألهوا أنفسهم.
ولكن هناك فرعون واحد في التاريخ المصري كان مختلفاً عن الآخرين، دافع هذا الفرعون عن المعتقد الذي يقول بعبادة خالق واحد، وبهذا أصبح موضع هجوم عنيف شَنَّه عليه كهنة الإله آمون الذين كانوا يستفيدون من عقيدة الشرك، وبعض الجند الذين ساعدوهم، وفي النهاية قتل الفرعون... كان هذا الفرعون هو أمنحوتب الرابع الذي اعتلى السلطة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
توج أمنحوتب ملكاً عام 1375 قبل الميلاد رواجه عادات وتقاليد محافظة موروثة منذ مئات الأعوام ، حتى ذلك الوقت كانت بنية المجتمع وعلاقاته العامة مع القصر تسير دون أي تغيير، بقي المجتمع مغلقاً أبوابه في وجه كل الأحداث الخارجية وأي تجديدات دينية، لاحظ المسافرون الإغريق هذا التطرف في المحافظة على التقاليد الدينية التي ذكرناها سابقاً، كان فرعون يفرض على الناس من خلال الدين الرسمي أن يقبلوا كل ماهو قديم وتقليدي دون قيد أو شرط، إلا أن أمنحوتب لم يقبل هذا الدين الرسمي. كتب المؤرخ إيرنست غومبريتش Ernest .Gombrich:
لقد
حطم (أمنحوتب) العديد من العادات التي كانت تقدسها التقاليد القديمة، لم يرغب في
تقديم الولاء إلى العديد من الآلهة الغريبة الشكل التي كان يعبدها قومه،كان الإله
العظيم الوحيد بالنسبة له هو آتون الذي كان يصور على شكل الشمس ، أطلق على نفسه
اسم أخناتون، و أخرج قصره بعيداً عن كهنة الآلهة الأخرى، إلى منطقة تدعى الآن
بالعمارنة. (2)
أصبح أمنحوتب الرابع بعد وفاة والده تحت ضغط
كبير، وكان سبب هذا الضغط أنه تحول إلى دين جديد يعتمد على التوحيد بتغييره لدين
الشرك التقليدي المصري، وحاول القيام بتغيير جذري في كل المجالات، لم يسمح له
زعماء طيبة بنقل رسالة الدين الذي اعتنقه، انتقل أمنحوتب الرابع وأتباعه من مدينة
طيبة إلى تل العمارنة، وهنا أقاموا مدينة جديدة وعصرية، أطلقوا عليها اسم "أخ-ان-اتون"،
غير أن أمنحوتب الرابع غيّر اسمه الذي يعني (طمأنينة آمون) إلى أخناتون التي تعني "الخضوع
لآتون". كان اسم آمون يمنح لأعظم وثن في العقيدة الشركية المصرية، أما
بالنسبة لأمنحوتب فقد كان آتون هو "خالق السماوات والأرض" إنه يماثل اسم
الله.
أربك هذا الوضع كهنة آمون وأرادوا انتزاع الحكم
من أخناتون مستغلين الأزمة الاقتصادية في المنطقة، وكانت النهاية أن قُتل أخناتون
مسموماً على يد المتآمرين، وهكذا بقي الفراعنة الذين تلوه حريصين على البقاء تحت
تأثير الكهنة.
تتالى على عرش مصر بعد أخناتون فراعنة بخلفية
عسكرية، ومرة أخرى عادت العقيدة التعددية القديمة لتسود بعد جهود كبيرة بذلت في
سبيل العودة إلى الماضي، بعد ذلك بقرن تقريباً وصل رمسيس الثاني إلى الحكم واعتلى
عرش مصر في أطول فترة حكم شهدها تاريخها، حسب أقوال العديد من المؤرخين: فإن رمسيس
هذا هو الذي استعبد بني إسرائيل وقاتل موسى (عليه السلام)
أهرامات
مصر
وكانت الكنب المدرسية تعلم القراءة والكتابة
وكتابة الرسائل والنصوص الأخري. وكانت المخطوطات تحفظ في بيت الحياة وهو دار الحفظ
في كل معبد وأشبه بالمكتبة. وكان المتعلمون في مصر القديمة يدرسون الحساب والهندسة
والكسور والجمع والطب. ووجدت كتب في الطب الباطني والجراحة والعلاج الصيدلاني
والبيطرة و طب الأسنان. وكانت كل الكتب تنسخ بما فيها كتب الأدب والنصوص الدينية. ثم
تطورت الهيروغليفية للهيراطقية (مادة ) ثم للديموطقية (مادة) ثم للقبطية (مادة) . وكان
لقدماء المصريين تقويمهم الزمني منذ مرحلة مبكرة وكان يعتمد علي ملاحطانهم للشمس
والنجوم بالسماء ومواعيد فيضان النيل في كل عام . وكانوا يستعملون تقويمهم في
تسجيلأ الأحداث التاريخية وجدولة أعيادهم ونأريخ القرارات الملكية. وكان أول
محاولة لصنع تقويم عام 8000ق.م. عندما صنع الدوائر الحجرية (أنظر: آفبيري وستونهنج)
في ركن بأقصي جنوب غربي مصر حاليا. وكانت تستخدم لمراقبة النجوم وحركاتها. وقسموا
اليوم 24ساعة (12 نهار و12 ليل )والأسبوع 10 أيام والشهر 3 أسابيع أو 30 يوم. والسنة
12 شهر. وكانت تقسم لثلاثة فصول كل فصل 4 شهور . وكانت السنة تعادل 360 يوم. وكان
قدماء المصريين يضيفون بعدها 5أيام كل يوم من هذه الأيام الخمسة تشير لعيد ميلاد
إله. و بهذا تكون السنة الفرعونية كاملة 365 يوم .وهي تقريبا تقارب السنة الشمسية
حاليا ماعدا ربع يوم الفرق في كل سنة شمسيةولم يكن يعرفون إضافة يوم كل 4سنوات . وقام
قدماء المصريين بالغديد من الأعمال الإبداعية المبتكرة والمذهلة للعالم سواء في
التحنيط (مادة)والمويبقي والنحت والأدب والرسم والعمارة والدراما . وبعد توحيدها
أيام مبنا أصبحت العقيدة الدينية لها سمات رسمية من التعددية قي الآلهة والإلهيات
وكانت البيئة لها تأثيرها علي الفكر الديني والعبادات الفرعونية حيث إتخذت الآلهة
أشكالا بشرية او حيوانية أو خليطا منها . وهذه الأشكال جسد فيها قدماء المصريين
قوي الطبيعة وعناصرها .وتأليف الأساطير والقصص حول آلهتهم وعالمهم لفهم التداخل
المعقد في الكون من حولهم. ولعبت العقيدة الدينية دورا كبيرا في حياتهم وكان لها
تأثيرها علي فنونهم وعلي فكرهم عن الحياة الأخروية وفكرة البعث والنشور وعلاقاتهم
بحكامهم . وكان الفن التشكيلي كالنحت والرسم بالأبعاد الثنائية علي جدران المعابد
والمقابر وأكفان الموتي وتوابيت الموتي وورق البردي. وكان الفنانون المصريون
يجسمون الصور الشخصية بملامحها التعبيرية متحطين معدل الزمن والفراغ في هذه الصور
اتعبر عن الخلود من خلال الرسومات الهيروغليفية التي تصاحبها وتكون جزءا من العمل
الفني الرائع . وكان يوضع اسم صاحب التمثال علي القاعدة أو بجانبه . والأهرامات
نجدها تعبر عن عظمةالعمارة لدي قدماء المصريين . وهذه الأوابد الضخمة مقابر لها
أربع جدران مثلثة تتلاقي في نقطة بالقمة وهي تمثل التل البدائي أصل الحياة في
أساطير الخلق أو تمثل أشعة الشمس القوية . ولقد بنوا حوالي 100 هرم كملاذ وبيت
راحة لحكامهم بعد الموت . وكانت المعابد مربعة الشكل باتجاه شرق غرب علي خط شروق
وغروب الشمس .وكان قدماء المصريين يعتقدون أن نموذج المعبد الذي يبنيه البشر يمكن
أن يكون بيئة طبيعية مناسبة للآلهة(أنظر: معبد). وقد إستفاد الأغريق من قدماء
المصريين في النحت والعمارة والفلسفة والإلهيات (أنظر: أمنحتب). فلقد كان المصريون
القدماء سادة فنون الأعمال الحجرية والمعدنية وصنع الزجاج العادي والملون. وكشف
التنقيب عن آثار عصر ماقبل التاريخ بمصر منذ 6000سنة ق.م. وجود مواقع أثرية علي
حدود مصر الجنوبية مع السودان حيث عثر بها علي أماكن دفن وإقامة الأعباد
والإحتفالات ومقابر للماشية مما يدل علي تقديسها. وعثر بالمقابر البشرية علي
مشغولات يدوية وأسلحة وأوان ترجع لهذه الحقبة مما يدل علي وجود عقيدة ما بعد الموت.
وكانت عقيدة قدماء المصريين تقوم علي الشمس ممثلة في عقيدة رع وحورس وأتون وخبري. والقمر
ممثلا في عقيدة توت وخونسو والأرض ممثلة في عقيدة جيب. وكانت نوت ربة السماء وشوو
تفنوت إلها الريحوالرطوبة. وأوزوريس وإيزيس حكام العالم السفلي. ومعظم هذه الآلهة
دارت حولهم الأساطير. وأصبح رع وآمون بعد إندماجهما يمثلان هقيدة آمون رع كملك
الآلهة. وكان هناك آلهة محلية تعبد خاصة بكل إقليم بمصر. وكان الملك الكاهن الأكبر
يمارس الطقوس في الأعياد والكهنة كانوا يؤدونها في الأيام العادية بالمعابد. وكان
عامة الشعب لايدخلونها إلا لخدمتها. وكان المصريون يهتمون بالحياة بعد الموت
ويقيمون المقابر ويزينونها ويجهزونا بالصور والأثاث. وكانوا بعد الموت يهتمون
بتحنيط (مادة) الميت . وكانوا يضعون في الأكفان التعاويذ والأحجبة حول المومياء. وكانوا
يكتبون نصوصا سحرية فوق قماشه أو علي جدران المقبرة وأوراق البردي لتدفن معه . وكانت
هذه النصوص للحماية ومرشدا له في العالم السفلي.
لغز
لعنة الفراعنة هذه الصورة مصغره ... انقر
على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 800x600 .
لغز خارق يهيم بنا علي أمواجه ولا ندري إلي أي
شاطئ يحملنا، هذا أقل ما توصف به أسطورة لعنة الفراعنة التي رسخت في أذهان عاشقي
الحضارة المصرية والباحثين والمنتظرين لانبعاث الأسرار المرتبطة بالكهنة والفراعنة
القدامى من العالم الآخر.. فليس غريبا أن الناس كانوا قديما يخافون دخول الأهرامات
أو الاقتراب من أبوالهول.. خوفا من الغموض الذي يكتنف حوادث الموت والهلاك والتي
يشاع أنها أدت لوفاة عدد كبير ممن تجرأوا علي فتح مقابر الفراعنةبدأت أسطورة لعنة
الفراعنة عند افتتاح مقبرة توت عنخ آمون عام1922 وأول ما لفت انتباههم نقوش تقول "
سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد الفراعنة " هذه هي
العبارة التي وجدت منقوشة على مقبرة توت عنخ آمون والتي تلا اكتشافها سلسلة من
الحوادث الغريبة التي بدأت بموت كثير من العمال القائمين بالبحث في المقبرة وهو ما
حير العلماء والناس، وجعل الكثير يعتقد فيما سمي بـ"لعنة الفراعنة"، ومن
بينهم بعض علماء الآثار الذين شاركوا في اكتشاف حضارات الفراعنة، أن كهنة مصر
القدماء قد صبوا لعنتهم علي أي شخص يحاول نقل تلك الآثار من مكانها.. حيث قيل إن
عاصفة رملية قوية ثارت حول قبر توت عنخ آمون في اليوم الذي فتح فيه وشوهد صقر يطير
فوق المقبرة ومن المعروف أن الصقر هو أحد الرموز المقدسة لدي الفراعنة.لكن هناك
عالم ألماني فتح ملف هذه الظاهرة التي شغلت الكثيرين ليفسر لنا بالعقل والطب
والكيمياء كيف أن أربعين عالما وباحثا ماتوا قبل فوات الأوان والسبب هو ذلك الملك
الشاب.. توت عنخ آمون..ورغم أن هذا الملك ليست له أي قيمة تاريخية وربما كان حاكما
لم يفعل الكثير.. وربما كان في عصر ثورة مضادة علي الملك إخناتون أول من نادي
بالتوحيد.. لكن من المؤكد أن هذا الملك الشاب قد استمد أهميته الكبرى من أن مقبرته
لم يمسها أحد من اللصوص.. فوصلت ألينا بعد ثلاثة وخمسين قرنا سالمة كاملة وأن هذا
الملك أيضا هو مصدر اللعنة الفرعونية فكل الذين مسوه أو لمسوه طاردهم الموت واحدا
بعد الآخر مسجلا بذلك أعجب وأغرب ما عرف الإنسان من أنواع العقاب.. الشيء الواضح
هو أن هؤلاء الأربعين ماتوا.. لكن الشيء الغامض هو أن الموت لأسباب تافهة جدا وفي
ظروف غير مفهومة.
وتوت عنخ آمون صاحب المقبرة والتابوت واللعنات
حكم مصر تسع سنوات من عام 1358 إلي 1349 قبل الميلاد. وقد اكتشف مقبرته اثنان من
الإنجليز هما هوارد كارتر واللورد كارنار فون وبدأت سنوات من العذاب والعرق واليأس..
ويوم 6 نوفمبر عام 1922 ذهب كارتر إلي اللورد يقول له أخيرا اكتشفت شيئا رائعا في
وادي الملوك وقد أسدلت الغطاء علي الأبواب والسرداب حتى تجيء أنت بنفسك لتري وجاء
اللورد إلي الأقصر يوم 23 نوفمبر وكانت ترافقه ابنته.. وتقدم كارتر وحطم الأختام
والأبواب.. الواحد بعد الآخر.. حتى كان علي مسافة قصيرة من غرفة دفن الملك توت عنخ
آمون.
وبدأت حكاية اللعنة بعصفور الكناري الذهبي الذي
حمله كارتر معه عند حضوره إلي الأقصر.. وعندما اكتشفت المقبرة أطلقوا عليها أول
الأمر اسم "مقبرة العصفور الذهبي".. وجاء في كتابه 'سرقة الملك' للكاتب
محسن محمد.. بأنه عندما سافر كارتر إلي القاهرة ليستقبل اللورد كارنار فون، فوضع
مساعده كالندر العصفور في الشرفة ليحظي بنسمات الهواء.. ويوم افتتاح المقبرة سمع
كالندر استغاثة ضعيفة كأنها صرخة إشارة فأسرع ليجد ثعبان كوبرا يمد لسانه إلي
العصفور داخل القفص.. وقتل كالندر الثعبان ولكن العصفور كان قد مات..وعلي الفور
قيل أن 'اللعنة' بدأت مع فتح المقبرة حيث أن ثعبان الكوبرا يوجد علي التاج الذي
يوضع فوق رأس تماثيل ملوك مصر.. وهذه كانت بداية انتقام الملك من الذين أزعجوه في
مرقده..ومن جانب آخر أعتقد عالم الآثار هنري يرشد أن شيئا رهيبا في الطريق سوف
يحدث..ولكن ما حدث بعد ذلك كان أمرا غريبا تحول مع مرور الوقت إلي ظاهرة خارقة
للطبيعة وواحدة من الأمور الغامضة التي أثارت الكثير من الجدل والتي لم يجد العلم
تفسيرا لها إلي يومنا هذا.. ففي الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة أصيب اللورد
كارنارفون.. بحمي غامضة لم يجد لها أحد من الأطباء تفسيرا.. وفي منتصف الليل تماما
توفي اللورد في القاهرة.. والأغرب من ذلك أن التيار الكهربائي قد انقطع في القاهرة
دون أي سبب واضح في نفس لحظة الوفاة وقد أبرزت صحف العالم نبأ وفاة اللورد.. وربطت
صحف القاهرة بين وفاة اللورد وإطفاء الأنوار وزعمت أن ذلك تم بأمر الملك توت ،
وقالت بعض الصحف بأن إصبع اللورد قد جرح من آلة أو حربة مسمومة داخل المقبرة وأن
السم قوي بدليل أنه أحتفظ بتأثيره ثلاثة آلاف عام.. وقالت إن نوعا من البكتيريا
نما داخل المقبرة يحمل المرض والموت، وفي باريس قال الفلكي لانسيلان.. لقد انتقم
توت عنخ آمون.وبعد ذلك توالت المصائب وبدأ الموت يحصد الغالبية العظمي إن لم نقل
الجميع الذين شاركوا في الاحتفال ، ومعظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحمي
الغامضة مع هذيان ورجفة تؤدي إلي الوفاة.. بل إن الأمر كان يتعدي الإصابة بالحمى
في الكثير من الأحيان.. فقد توفي سكرتير هوارد كارتر دون أي سبب ومن ثم انتحر
والده حزنا عليه.. وفي أثناء تشييع جنازة السكرتير داس الحصان الذي كان يجر عربة
التابوت طفلا صغيرا فقتله.. وأصيب الكثيرون من الذين ساهموا بشكل أو بآخر في
اكتشاف المقبرة بالجنون وبعضهم انتحر دون أي سبب الأمر الذي حير علماء الآثار
الذين وجدوا أنفسهم أمام لغز لا يوجد له أي تفسير ، والجدير بالذكر أن العديد من
علماء الآثار صرحوا بأن لعنة الفراعنة هذه مجرد خرافة وحالات الوفاة التي حدثت لا
يمكن أن تتعدى الصدفة والدليل على ذلك هو " هاورد كارتر " نفسه صاحب
الكشف عن مقبرة الفرعون " توت عنخ آمون " والذي لم يحدث له أي مكروه،
وبالرغم من ذلك إلا أن الكثيرين منهم لا يجرؤون على اكتشاف قبور فرعونية أخرى..ولا
حتى زيارة الآثار الفرعونية..كما قام معظم الأثرياء الذين يقتنون بعض الآثار
والتماثيل الفرعونية الباهظة الثمن بالتخلص منها خوفا من تلك اللعنة المزعومة
منذ 250 ألف سنة ق.م. في عصور ما قبل التاريخ
كانت مصر موئلا للإنسان البدائي الذي كان يصيد الحيوانات حيث كانت المنطقة في أقصى
الجنوب عند النوبة غنية بالحشائش.
منذ 25 ألف سنة ق.م. تعرضت هذه المنطقة للتصحر
الذي توقف بهطول الأمطار مما أوجد مجتمعات زراعية بمصر الوسطي والدلتا بالشمال.وقامت
أول حضارة مصرية في منطقة البداري بالصعيد تقوم على الفلاحة والصيد وتربية الطيور
والمواشي وصناعة الفخار والتعدين.
في سنة 4000 ق.م. ظهرت نظم الري وأصبحت مصر
ممالك قبلية صغيرة وكان الوجه القبلي يرمز له بالتاج الأبيض و الوجه البحري يرمز له
بالتاج الأحمر ووحد الملك مينا من الجنوب القطرين منذ 3100سنة ق.م وجعل العاصمة
منف (ممفيس). وهذا التوحيد جعل مصر بلدا آمنا وعاصمتها ممفيس مما جعلها ركيزة
وباكورة الحضارة الإنسانية بلا منازع وهذا يتضح من خلال سجلاتها الكثيرة الذي حافظ
عليها مناخها الجاف لتكون رسالة محفوظة عبر الأزمان المتلاحقة وما نقش علي جدران
أوابدها العظيمة وماكتب هلي ورق البردي.
تقسيم تاريخ مصر لثلاثين أسرة حتي دخول الإسكندر
الأكبر مصر وهذا التاريخ فيه ثغرات أغفلت فيها فترات حكم العديد من حكام مصر. انظر:
مانيتو.
ظل حاكم مصر يضفي عليه الألوهية منذ توحيد
مصرعام 3200 سنة ق.م. وحتي دخول الرومان مصر واطلق عليه لقب فرعون. هذه الصورة مصغره ... انقر على هذا
الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 690x496
.
2772 ق. م. عرف المصريون أن تقويم السنة 365 يوم.
2700 ق.م. الملك زوسر شيد هرمه المدرج.
2560 ق.م. بني الملك خوفو الهرم الأكبر الذي ظل
أعلى بناية في العالم حتي القرن 19.
2050 ق.م أصبحت طيبة أثناء الدولة الوسطى عاصمة
مصر.
2000 ق.م. مصر روضت القطط لإصطياد الثعابين
والتقدم في الفلك والتنبؤ يميعاد الفيضان.
1786 ق.م. الهكسوس الذين قدموا إلى مصر كتجار
وأجراء في القرن المضطرب السابق، يحتلون شمال مصر ويستقدمون الحصان والعجلة وقوي
نفوذهم بسبب المشاكل الداخلية بمصر.
1600 ق.م. ثورة ضد الهكسوس في مصر العليا إنتشرت
بكل أنحاء مصر.
1560 ق.م. أحمس طرد الهكسوس وباقي القبائل
الآسيوية، مؤسسا الدولة الحديثة وأصبحت مصر دولة إستعمارية وقد أدخلوا فنون حرب
الهكسوس في الجيش وبلغوا أعالي الفرات.
1560 - 1259 ق م خروج موسى و اليهود مع فلول
الهكسوس و الآسيويين من مصر.
1500 ق.م. استعمل الشادوف.
1375 ق.م. دعوة التوحيد إخناتون ونقل العاصمة من
طيبة لتل العمارنة ومنع عبادة الشمس.
750 ق.م. الملك كاشتا ملك النوبة يستولي على مصر
ويصبح فرعون بها.
671 ق.م. الآشوريون يهزمون مصر.
661 ق.م. الإمبراطورية الآشورية تتقلص وتصبح مصر
مستقلة لمدة قرن.
525 ق.م. الفرس يغزون مصر وحكموها لسنة 405 ق م.
343 ق.م. الفرس يحكمون مصر مرة ثانية حتي 332 ق
م.
332 ق.م. الإسكندر الأكبر يغزو مصر ويؤسس
الإسكندرية.
305 ق.م. بداية حكم البطالمة.
30 ق.م. كليوباترا تنتحر - نهاية حكم البطالمة
وبداية حكم الرومان.
330 م حكم البيزنطيين الروم لمصر.
639 م دخول الإسلام مصر بعد 20 سنة من ظهوره
بمكة.
الكون
الفرعوني
ان مما دفع قدماء المصريين للاهتمام بالنجوم و
الاجرام الكونيه هو ربطهم بعباداتهم حيث عبدوا الشمس و اطلقوا عليها اسم (رع) وقد
تصوروها وهي محموله على قارب وتسبح في الفضاء الذي اطلقوا عليه اسم (شو) , وقد
اعتقدوا ان الشمس عندما تغيب في الأفق الغربي ويحل الظلام تنزل الى العالم السفلي
وأسموه (دات), ويأتي نائبه القمر واطلقوا عليه الاله (تحوت) ليحل محله. هذه الصورة مصغره ... انقر على هذا
الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 800x532
.
وقد كانت الحضارات القديمه تقدس الانثى وانها
المحتوى للخلق لذلك جعلوا منها آلهة للكون وتجلت هذه النظره عند قدماء المصريين
حيث مثلوا الارض وهي على شكل رجل مستلقي على بطنه اسمه الاله(جب) وكل شي في الارض
من احياء وجماد على ظهره, وتصوروا السماء امرأه منحنيه محيطه بالارض ترتكز على
اطراف اصابع يديها وقدميها واطلقوا عليها الآلهه (تحوت) حيث يحملها إلاه الفضاء شو.
ادوات
الرصد عند قدماء المصريين
ابتكر الفراعنه ادوات بسيطه للرصد الفلكي وتحديد
مواقع الاجرام الفلكيه, وكانت اهم آله اعتمدوا وهي عباره عن اداتين تستخدم من قبل
راصدين اثنين, فالأداة merkht عليها هي (المركت)
الأولى عبارة عن غصن بلح قصير وسميك من احد
طرفيه حيث يوجد في الطرف السميك شق رفيع
اما الأداة الثانيه فهي عباره عن مسطره ذات
شاقول وهو خيط رفيع مربوط في اسفله قطعه من الرصاص حتى يشد الخيط ليصبح عاموديا, و
تحمل بشكل أفقي. هذه الصورة مصغره ...
انقر على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 800x532 .
وطريقة استخدام المركت هو ان يقوم شخص بالجلوس
بإتجاه الشمال و الآخر بإتجاه الجنوب بالنسبة للراصد, وتحدد الساعات عندما يجتاز
النجم الخيط العامودي في المسطره الأفقيه بحيث تمر بالقلب او بالعين اليسرى او
اليمنى او في اي جزء من جسم المشاهد فمثلا يقال ( النجم أري فوق العين اليسرى
للمشاهد الساعه الثالثه). اما في النهار فقد استخدموا المزوله الشمسيه (قياس ظل
عامود مثلا) لتحديد الوقت.
التقاويم
الفرعونيه
كان قدماء المصريين اول الحضارات التي قسمت
السنه الى (360) يوم , حيث قسموا السنة الشمسيه الى ثلاثة فصول كل فصل يتألف من
أربعة شهور, وقد اطلقوا على الفصل الأول الفيضان او (قحط) والفصل الثاني هو (بيرث)
او فصل الشتاء ويعني انزياح الماء من الاراضي , واطلقوا على الفصل الثالث الصيف أو
(شمو) ويعني شح المياه , وكانو يطلقون على السنين التي تمر عليهم رموزا خاصه تدل
على الحاكم في تلك السنين.وقد حسبوا أيضا ايام السنه الشمسيه عن طريق شروقين Canis Majorوهي ألمع نجم في كوكبة (الكلب الأكبر) Sirius متتاليين لنجم الشعرى اليمانيه هذه
الصورة مصغره ... انقر على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس
الحقيقي 800x532 .
وكان سبب اهتمامهم بهذا النجم انه يرتبط بموعد
فيضان نهر النيل حيث تتساقط الأمطار الموسمية على مرتفعات الحبشة فتتدفق السيول
نحو النيل فيرتفع منسوب المياه فيحدث الفيضان السنوي , وقد توقف حدوث الفيضان في
الوقت الحاضر بسبب بناء السد العالي جنوب مصر. لذلك لاحظ الفراعنه ان الفيضان يحدث
عند شروق نجم الشعرى اليمانيه فاتخذوها ساعه كونيه واحد اهم الأسس في التقويم
الفرعوني لتحديد موعد قرب حدوث الفيضان, والغريب ان نجم الشعرى اليمانيه يرتفع عن
الأفق الشرقي درجه واحده فقط عند شروق الشمس خلال فترة الفيضان مما يجعل رصدها صعب
بسبب الشمس مما يجعل رصدها صعبا وقد أثار ذلك استغراب العلماء في الوقت الحالي.
كما استخدم الفراعنه ايضا السنه القمريه وعرفوا
الشهر القمري من خلال شروقين متتاليين للهلال و قسموا السنه القمريه الى اثنا عشر
شهرا, وقد اعتمدوا على التقويم القمري ليحددوا موعد الطقوس و المناسبات الدينيه
حيث في كل سنه قمريه ثلاثة عشر عيدا رسميا ودينيا.
الكواكب
و المجموعات النجمية
اهتم الفراعنة بالنظر الى السماء و مراقبة
النجوم ربما بسبب صفاء الجو معظم ايام السنه حيث رصدوا النجوم و المجموعات النجميه
كالشعرى اليمانيه (لأهميته في تحديد وقت الفيضان) واطلقوا Big Dipperتسميات وتصورات خاصه بهم على المجموعات النجميه
حيث تصورا (الدب الأكبر) على شكل رجل ممدود الذراعينCygnus على شكل عربه يجرها حصان و شبهوا كوكبة الدجاجه
وغيرها من المجموعات النجميه. أيضا اهتموا
بالنجوم و اطلقوا على النجوم المحيطه بنجم الشمال بالنجوم الخالده, ومن احد اسباب
اهتمامهم بها هو ان بعضها يمثل الفردوس لأرواح ملوك الفراعنه.
واهتموا ايضا بالكواكب السياره الخمسة التي
تشاهد على شكل نجوم لامعة واطلقوا عليها (النجوم التي لا ترتاح ابدا) بسبب حركتها
المستمره بين النجوم وقد اطلقوا على كوكب المريخ (الحوري الأحمر ) واطلقوا ايضا
على المشتري (بالنجم الثاقب) وزحل (حورس الثور), وقد اطلقوا ايضا على الزهره
وعطارد (بنجمتي الصباح )عند ظهورهم في الصباح و (نجمتي المساء) عند ظهورهم بعد
الغروب. ولقد كانت أرصادهم دقيقه للغايه حيث يتجلى ذلك في تعامد اشعة الشمس على
وجه رمسيس الثاني في معبد أبي سنبل بأسوان مرتين في السنه. التعامد الأول يحدث في
يوم مولده وهو 22 فبراير و التعامد الثاني يحدث في 22 اكتوبر وهو يوم تتويجه للعرش
.
لغز
الأهرام وعلاقتها بالنجوم
ظن الناس منذ فتره ان الاهرامات هي فقط عباره عن
مقابر لحفظ جثث الفراعنه وممتلكاتهم وقد تبين بعد ذلك انها صممت لأهداف اخرى واول
من بدأ قصة الاكتشاف شاب بلجيكي هو روبرت بوفال سنة 1979 عندما قرأ كتاب عن الطقوس
الدينيه لقبائل الديغون يدعى (لغز الشعرى اليمانيه)The Sirius Mystery
حيث درجوا على الاحتفال كل 50 سنه تقديسا لهذا
النجم.
وتبين بالأرصاد الفلكيه ان لهذا النجم رفيق
عباره عن قزم ابيض يدور حوله كل 50 سنه وتستحيل رؤيته بالعين ولم يشاهد الا
بالمراصد الفلكية الكبيرة, و الغريب في الأمر انه كيف استطاعوا تحديد هذه المده
بالذات , هل يعقل ان تكون صدفة .. لا أحد يعلم؟!!!
لذلك اهتم بوفال بالآثار القديمه وخصوصا
الفرعونيه وتوقع انه يكتنفها العديد من الأسرار, وعند دراسته لأهرام الجيزه الضخمه
(خوفو , خفرع , منكاورع) وجد انها عباره عن نقل لصورة نجوم النطاق او (حزام الجبار)
وهي عباره عن ثلاثة نجوم مصطفه في السماء. وعند رصده لهذه النجوم وجد ان لمعان نجم
(دلتا الجبار) يقل لمعانه عن النجمين الآخرين و ايضا ينحرف عن مستواهما وعندما
اخذت صوره للأهرام من الجو وجد ان هرم منكاورع يقل حجما من الهرمين الآخرين اضافه
لإنحرافه عن مستواهما وبذلك بدت الصوره مطابقه بشكل مذهل لنجوم حزام الجبار مما
يدل على انهم نقلوا صورة النجوم الى الاهرامات, و يستدل على ان الموضوع ليس مصادفه
من خلال ان الاهرامات الثلاثه تقع غرب نهر النيل و نجوم النطاق تقع غرب نهر المجره
(الحزام المجري) وهي الحزمة الضبابيه التي تقطع السماء من الشمال الى الجنوب تماما.
ولم يتوقف الموضوع عند هذا الحد بل اكتشفوا ان
الاهرام بنيت بهندسة غاية في الدقه حيث ان زاوية وموقع هذه الاهرامات نسبة الى نهر
النيل تتناسق تماما مع زاوية نجوم النطاق نسبة الى نهر المجره مما يدل على ان نهر
النيل هو انعكاس لنهر المجره. وقد حدث هذا التطابق قبل 10500 عام حيث كانت درب
التبانه تشاهد وكأنها تقطع السماء من الشمال الى الجنوب مثل نهر النيل مما دفع
الفراعنه لبناء اهرامات الجيزه بهذا الشكل.
ولقد اكتشف علماء الآثار فوهات في الأهرام تبتدأ
من غرفة الملك وتنتهي بسطح الهرم, حيث وجدت فوهتين في غرفة الملك خوفو واثنتين
ايضا في غرفة الملكه, احدى هاتين الفوهتين في غرفة خوفو تتجه جنوبا بإرتفاع 45
درجه تماما و الأخرى تتجه شمالا بإرتفاع 32 درجه و 28 دقيقه, اما فوهات الملكه
فتتجه احداها جنوبا بإرتفاع 39 درجه و نصف والأخرى شمالا بارتفاع 39 درجه.
وقد ظن علماء الآثار ان هذه الفوهات هي عباره عن
مسالك للتهويه و لكن ذلك لم يقنع عالم الآثار المصري ( ألكسندر بدوي ) اذ احس ان
اهمية هذه الفوهات تحوم حول معتقدات شعائريه ودينيه حيث اكتشف الباحثون داخل هرم
خوفو متونا تدل على ان الفرعون الذي يموت تصعد روحه عبرها حيث الخلود. لذلك عندما
نظر بدوي خلال هذه الفوهات لم يرى نجوم ذات اهمية فإستعان بفلكية امريكيه تدعى (فرجينيا
تمبل) التي درست تغير اماك
وكانت هذه المنطقة منطقة جذب حيث كان بها سهول حشائشية للرعي ومناخها مضياف وكان بها بحيرات من مياه الأمطارالموسمية. وآثارهم تدل علي أنهم كانوا مستوطنين هناك يرعون الماشية. وخلفوا من بعدهم بنايات ضخمة في سنة 6000ق.م. وسلالة هؤلاء بعد 2000سنة قد نزحوا لوادي النيل وأقاموا الحضارة المصرية القديمة ولاسيما بعدما أقفرات هذه المنطقة الرعوية وتغير مناخها. واستقروا سنة 4000ق.م. بمصر العليا ولاسيما في نيخن القديمة ونجادة(مادة) وأبيدوس(مادة) (أنظر : بداري). وقد بدأت الزراعة في بلدة البداري منذ ستة5000 ق.م. وكلن الفيوم مستوطنين يزرعون قبل البداري بألف سنة. وكانت مدينة مرميد بالدلتا علي حدودها الغربية منذ سنة 4500ق.م. وفي مدينة بوتو ظهرت صناعة الفخار المزخرف يختلف عن طراز الفخار في مصر العليا. وكان هناك إختلاف بين المصريين القدماء مابين مصر العليا ومصر السفلي في العقيدة وطريقة دفن الموتي والعمارة .وجاء الملك مينا عام 3100ق.م. ووحد القطرين (مصر العليا ومصر السفلي). وكان يضع علي رأسه التاجين الأبيض يرمز للوجه القبلي والأحمر للوجه البحري . وجعل الملك مينا منف Memphis العاصمة الموحدة و كانت تقع غرب النيل عند الجيزة وأبيدوس المقبرة الملكية والتي إنتقلت لسقارة إبان عصر المملكة القديمة ..
وكان عدد سكان مصر قبل عصر الأسرات( 5000ق.م. – 3000ق.م.) لا يتعدي مئات الالآف وأثناء المملكة القديمة (2575ق.م. –2134 ق.م.) بلغ عددهم 2مليون نسمة وإبان المملكة الوسطي (2040 ق.م. – 1640 ق.م.) زاد العدد وأثناء المملكة الحديثة (1550 ق.م. – 1070 ق.م.) بلغ العدد من 3 إلى 4 مليون نسمة. وفي العصر الهيليني (332ق.م. - 30 ق.م.) بلغ العدد 7 مليون نسمة. وبعدها دخلت مصر العصر الروماني. وكان المصريون يجاورون النهر. لأنها مجتمع زراعي وكانت منف وطيبة مركزين هامين عندما كانت كل منهما العاصمة.
العصر الفرعوني
بدأت الحضارة في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ بنحو مائة ألف سنة ، واعتبر المصريون القدماء ، منذ أواخر العصر الحجري القديم (10آلاف عام قبل الميلاد ) بأنهم أمة قائمة بذاتها وأطلقوا علي أنفسهم أهل مصر أو ناس الأرض
ونشأت مملكتان في مصر إحداهما في الشمال عاصمتها بوتو في غرب الدلتا وشعارها البردي وتعبد الإله حورورمزها الثعبان والأخري في الجنوب عاصمتها نخن أو الكاب الحالية وشعارها اللوتس وتعبد الإله ست
وقد قامت عدة محاولات في عصر ما قبل التاريخ لتوحيد مملكتي الشمال والجنوب حتي نجح الملك مينا حوالي عام 3200 ق .م في توحيد الشمال والجنوب ، وأنشأ عاصمة الدولة المتحدة عند رأس الدلتا وسماها (القلعة البيضاء) وهي التي عرفت فيما بعد باسم ( منف ) أو(ممفيس ) مؤسسا بذلك أول دولة في التاريخ تظهر كوحدة سياسية لها عاصمة وبها حكومة مركزية وجهاز إداري من جيش وشرطة وتعليم وقضاء
عصر الدولة القديمة 2980 ق. م .- 2475 ق . م
تطورت الحضارة المصرية وتبلورت مبادئ الحكومة المركزية ، وشهد عصر هذه الدولة نهضة شاملة في شتي نواحي الحياة ، حيث توصل المصريون إلي الكتابة الهيروغليفية أي ( النقش المقدس ) ، واهتم الملوك بتأمين حدود البلاد ونشطت حركة التجارة بين مصر والسودان . واستقبلت مصر عصراً مجيداً في تاريخها عرف باسم عصر بناة الأهرامات ، وشهد هذا العصر بناء أول هرم (هرم سقارة) ، ومع تطور الزراعة والصناعة استخدم المصريون أول أسطول نهري لنقل منتجاتهم . وبلغت الملاحة البحرية شأنا عظيما وأصبحت حرفة منظمة كغيرها من الحرف الراسخة التي اشتهرت بها مصر القديمة
عصر الدولة الوسطي 2160ق.م .- 1580 ق.م
اهتم ملوك الدولة الوسطي بالمشروعات الأكثر نفعا للشعب فازدهرت الزراعة وتطورت المصنوعات اليدوية ، أنتج الفنانون المصريون والمهندسون تراثاً رائعاً انتشر في الأقصر والفيوم وعين شمس . كذلك ازدهر الفن والأدب في هذا العصر ولكن نهاية حكم هذه الدولة شهد غزو الهكسوس واحتلالهم لمصر
عصر الدولة الحديثة 1580ق.م. - 1150ق.م
بعد أن تم للملك أحمس الأول القضاء علي الهكسوس وطردهم خارج حدود مصر الشرقية عاد الأمن والاستقرار إلي ربوع البلاد . وبدأت مصر عهداً جديداً هو عهد الدولة الحديثة ، وأدركت مصر أهمية القوة العسكرية لحماية البلاد ، فتم إنشاء جيش قوي لتكوين امبراطورية عظيمة امتدت من نهر الفرات شرقاً إلي الشلال الرابع علي نهر النيل جنوباً. وأصبحت مصر قوة عظمي ، وصارت بذلك امبراطورية عظيمة مترامية الأطراف وأقدم امبراطورية في التاريخ. لقد حاز ملوك وملكات الأسرة الثانية عشرة شهرة عالمية في ميادين السياسة والحرب والثقافة والحضارة والدين .. "أحمس" بطل التحرير .. "امنحوتب الأول" العادل الذي أصدر قانونا بمنع السخرة وبوضع المعايير العادلة للأجور والحوافز .. "تحتمس الأول" المحارب الذي وسع الحدود المصرية شمالا وجنوبا ونشر التعليم وتوسع في فتح المناجم وصناعة التعدين .. "وتحتمس الثاني" المتأنق و"تحتمس الثالث" الامبراطور صاحب العبقرية العسكرية الفذة وأول فاتح عظيم في تاريخ العالم .. و "تحتمس الرابع" الدبلوماسي الذي كان أول من اهتم بتدوين وتسجيل المعاهدات الدولية.. و"امنحوتب الثالث" أغني ملك في العالم القديم والذي فتح المدارس "بيوت الحياة" لنشر التعليم والفنون التشكيلية والتطبيقية .. و"اخناتون" أول الموحدين وأول ملك في تاريخ الانسانية نادي بوحدانية الله خالق كل شئ .. و"توت عنخ آمون" الذي حاز شهرة في العالم المعاصر
ومن أشهر ملكات هذه الأسرة علي سبيل المثال الملكة " اياح حتب" زوجة الملك "سقنن رع" ، والملكة " أحمس نفرتاري " زوجة أحمس الأول ، والملكة "تي" بنت الشعب وزوجة امنحوتب الثالث وأم اخناتون ، والملكة "نفرتيتي" زوجة "اخناتون " والملكة العظيمة "حتشبسوت" التي حكمت مصر قرابة عشرين عاما . وبلغت مصر في عهدها أعلي قمة في الحضارة والعمارة والتجارة الدولية حيث أرسلت البعثة البحرية التجارية والعلمية الي بلاد بونت كذلك شيدت واحدا من أعظم الآثار المعمارية وأكثرها روعة وفخامة وهو معبد "الدير البحري" علي الشاطئ الغربي للنيل في مواجهة الأقصر وهو معبد فريد في تصميمه وليس له مثيل بين معابد العالم القديم كلها
وشهد هذا العصر أيضا ثورة اخناتون الدينية حيث دعا إلي عبادة إله واحد ورمز له بقرص الشمس وأنشأ عاصمة جديدة للبلاد وأسماها "اخيتاتون". وتعرضت مصر منذ حكم الأسرة 21 حتي 28 لاحتلال كل من الآشوريين عام 670 ق.م ثم الفرس حتي انتهي حكم الفراعنة مع الأسرة 30 ودخول الإسكندر الأكبر مصر
اشتهرت الحضارة المصرية القديمة مثل حضارة وادي ما بين النهرين، بأنها أقدم الحضارات التي عرفها التاريخ، فقد كانت تقوم نظم اجتماعية متطورة جعلتها أكثر بلاد ذلك الزمن تقدماً، لقد ساهمت عدة عوامل في تقدم وتطور هذه الحضارة، مثل اكتشاف الكتابة واستخدامها في الألف الثالث قبل الميلاد واستثمارهم لمياه النيل، والمنعة الجغرافية التي ضمنتها لهم حدودهم الطبيعية من مخاطر الغزو الخارجي.
إلا أن هذا المجتمع المتحضر كانت تحكمه سلالة الفراعنة، وكانت تحكم بنظام الكفر البواح الذي عرف بأنه نظام الحكم الفرعوني، كما يقص علينا القرآن الكريم، لقد انتفخ الفراعنة غروراً، وأنكروا الله وأداروا ظهورهم له، ولكن في النهاية لم تنفعهم قوتهم ومنعتهم وحضارتهم العظيمة وتفوقهم العسكري في مواجهة الهلاك.
التعليم والكتابة
كان مستقلا في مصر القديمة وكانت الكتابة والقراءة محدودتين بين نسبة صغيرة من الصفوة الحاكمة أو الكتبة في الجهاز الإداري. وكان أبناء الأسرة الملكية والصفوة الحاكمة يتعلمون بالقصر. وبقية أبناء الشعب كانوا يتعلمون في مدارس المعابد أو بالمنزول . وكان تعليم البنات قاصرا علي الكتابة والقراءة بالبيت. وكان المدرسون صارمين وكانوا يستعملون الضرب
الأدب
تؤكد آثار المصريين براعتهم في الكتابة والأدب ويظهر ذلك واضحاً فيما تركه المصريون من آثار ، ولن ينسي التاريخ فضل المصريين علي الإنسانية في اختراع الكتابة التي سماها الاغريق "بالخط الهيروغليفي" وتتكون الأبجدية الهيروغليفية من 24حرفاً .. واستخدم المصريون القدماء المداد الأسود أو الأحمر في الكتابة علي أوراق البردي . وبرع المصريون في الأدب الديني الذي تناول العقائد الدينية ونظرياتهم عن الحياة الأخري وأسرار الكون والأساطير المختلفة للآلهة والصلوات والأناشيد ومن أقدم أمثلة الأدب الديني "نصوص الأهرامات" و كتاب الموتي
كما برع الأديب المصري القديم في كتابة القصص وحرص علي أن تكون الكلمة أداة توصيل للحكمة وآداب السلوك وظل المصريون حريصين علي رواية تراثهم من الحكم والأمثال وعلي ترديدها بأعيادهم واحتفالاتهم وتقاليدهم
وبذلك كان المصريون من أحرص شعوب العالم علي تسجيل وتدوين تاريخهم والأحداث التي تعرضوا لها في حياتهم وبهذه الخطوة الحضارية ظهر العديدمن الأدباء والحكماء والمثقفين المصريين الذين تركوا لنا أعمالا تدل علي مدي رقي الفكر والثقافة في مصر
الموسيقي
أحب المصري الموسيقي والغناء ، وأقبل المصريون علي الموسيقي واستخدموها في تربية النشء وفي الاحتفالات العامة والخاصة وخاصة في الجيش ، وكذلك استخدموها في الصلوات ودفن الموتي
وقد عرف المصريون في عصر الدولة القديمة آلات النفخ والوتريات مثل "الهارب" (اسمها الفرعوني تيبوتي) وابتدعوا أنماطا وأشكالا من الآلات التي تؤدي الإيقاعات والنغمات المختلفة وقاموا بتطويرها عبر مراحل تاريخهم القديم
التزيين
عرف القدماء المصريون التجمل بالحلي والتي تميزت بالدقة الفنية العالية وجمال التشكيل واستخدمت العناصر الزخرفية من الطبيعة مثل نبات البردي والنخيل وزهر اللوتس كما استخدموا الأحجار الكريمة ، وحرصت المرأة بصفة خاصة علي الاهتمام بزينتها واستخدمت الكحل والأساور والعقود والخواتم والقلائد والحنة
واختلفت الملابس في مصر الفرعونية من طبقة إلي أخري ، وكانت تصنع من الكتان الناعم أو من الأقمشة الحريرية المستوردة من بلاد سوريا القديمة ، وكانت الملابس تتنوع باختلاف المناسبات
المعتقدات الدينية
يقول المؤرخ الإغريقي هيرودوتس: إن المصريين القدامى كانوا أكثر الناس تقى في عالم ذلك الزمان، إلا أن دينهم لم يكن دين الحق، بل كانوا مشركين، وظلوا متمسكين بدينهم المنحرف بسبب تشددهم.
كان المصريون القدامى متأثرين جداً بالبيئة الطبيعية التي كانوا يعيشون فيها، لقد منعت طبيعة بلادهم الجغرافية عنهم أي هجوم خارجي، فقد كانت مصر محاطةً بالصحارى والجبال والبحر من كل الجهات، لم تكن الهجمات ممكنة إلا من طريقين فقط، وكان من الممكن السيطرة عليهما بسهولة، وبفضل هذه الطبيعة الجغرافية بقيت مصر منعزلة عن العالم الخارجي، إلا أن هذه العزلة مع الزمن تحولت إلى تعصب أعمى ، وهكذا أصبح لدى المصريين نظرة خاصة منيعة على أي تغيير، مغلقة عن أي تنوير، فهم قوم لا يرون إلا دينهم قانوناً ومعيشةً، وأصبح دين آبائهم الذي يذكره القرآن أثمن مالديهم .
لهذا أدار فرعون وحاشيته ظهورهم لموسى وهارون عندما دعوهم لدين الحق:
قال الله تعالىقَالوآ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبآءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الكِبْرِيَآءُ فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِيْنَ ) (يونس: 78).
كان دين المصريين القدامى ينقسم إلى قسمين: قسم رسمي يختص بالدولة، وقسم آخر يبحث في معتقدات الناس حول الحياة بعد الموت، ينص المعتقد الديني الذي يخص الدولة على أن فرعون كينونة مقدسة، وهو انعكاس للآلهة على الأرض ليقيم العدالة فيها ويحمي الناس.
كانت المعتقدات التي انتشرت بين الناس في غاية التعقيد، وكانت البنود الدينية التي تتعارض مع دين الدولة الرسمي تلغى بأحكام فرعونية، تقوم ديانتهم بشكل أساسي على الاعتقاد بتعدد الآلهة، وغالباً ما تصور هذه الآلهة على شكل جسم بشري يحمل رأس حيوان، إلا أنه من الممكن أيضاً أن نلتقي بتقاليد محلية تختلف من منطقة إلى أخرى.
تشكل الحياة بعد الموت القسم الأكبر من المعتقدات المصرية، هم يؤمنون بأن الروح يستأنف الحياة بعد أن يموت الجسد، وحسب هذا المعتقد: تحمل الملائكة أرواح الموتى إلى الإله القاضي، وإلى جانبه اثنان وأربعون قاضياً، يوضع الميزان في المنتصف ويوزن قلب الروح في هذا الميزان، يُنقل أولئك الذين يحملون حسنات أكثر إلى مكان جميل ويعيشون في سعادة، أما أولئك الذين تطغى سيئاتهم فيرسَلون إلى مكان يذوقون فيه ألوان العذاب، هناك يُعَذَّبون إلى الأبد من قبل وحش اسمه "آكل الموتى".
يلتقي معتقد المصريين القدامى في اليوم الآخر مع دين التوحيد، إن هذا الاعتقاد وحده يكفي للبرهنة على أن دين التوحيد قد وصل إلى الحضارة المصرية القديمة، إلا أن هذا الدين قد فسد في النهاية وتحولت الوحدانية إلى التعددية، لقد اكتشف حديثاً أنه قد تتابع على مصر رسل دعوا المصريين إلى توحيد الله وعبادته، كما كانوا يتتابعون على كل أهل الأرض من وقت إلى آخر، أمثال هؤلاء سيدنا يوسف عليه السلام الذي يروي القرآن قصته بالتفصيل، وقصة يوسف مهمة من حيث إنها تتضمن وصول بني إسرائيل إلى مصر واستقرارهم فيها.
من جهة أخرى: تفيد بعض المصادر التاريخية أن بعض المصريين قاموا بالدعوة إلى دين التوحيد حتى قبل موسى(عليه السلام)، أحد هؤلاء هو أكثر الفراعنة أهمية في تاريخ مصر... إنه أمنحوتب الرابع.
الفرعون الموحد أمنحوتب الرابع
كان الفراعنة المصريون بشكل عام أشداء قساة ظالمين محاربين ومتوحشين، والخاصية المشتركة للفراعنة أنهم قبلوا دين مصر المتسم بالشرك وألهوا أنفسهم.
ولكن هناك فرعون واحد في التاريخ المصري كان مختلفاً عن الآخرين، دافع هذا الفرعون عن المعتقد الذي يقول بعبادة خالق واحد، وبهذا أصبح موضع هجوم عنيف شَنَّه عليه كهنة الإله آمون الذين كانوا يستفيدون من عقيدة الشرك، وبعض الجند الذين ساعدوهم، وفي النهاية قتل الفرعون... كان هذا الفرعون هو أمنحوتب الرابع الذي اعتلى السلطة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
توج أمنحوتب ملكاً عام 1375 قبل الميلاد رواجه عادات وتقاليد محافظة موروثة منذ مئات الأعوام ، حتى ذلك الوقت كانت بنية المجتمع وعلاقاته العامة مع القصر تسير دون أي تغيير، بقي المجتمع مغلقاً أبوابه في وجه كل الأحداث الخارجية وأي تجديدات دينية، لاحظ المسافرون الإغريق هذا التطرف في المحافظة على التقاليد الدينية التي ذكرناها سابقاً، كان فرعون يفرض على الناس من خلال الدين الرسمي أن يقبلوا كل ماهو قديم وتقليدي دون قيد أو شرط، إلا أن أمنحوتب لم يقبل هذا الدين الرسمي. كتب المؤرخ إيرنست غومبريتش Ernest .Gombrich:
لقد
حطم (أمنحوتب) العديد من العادات التي كانت تقدسها التقاليد القديمة، لم يرغب في
تقديم الولاء إلى العديد من الآلهة الغريبة الشكل التي كان يعبدها قومه،كان الإله
العظيم الوحيد بالنسبة له هو آتون الذي كان يصور على شكل الشمس ، أطلق على نفسه
اسم أخناتون، و أخرج قصره بعيداً عن كهنة الآلهة الأخرى، إلى منطقة تدعى الآن
بالعمارنة. (2)
أصبح أمنحوتب الرابع بعد وفاة والده تحت ضغط
كبير، وكان سبب هذا الضغط أنه تحول إلى دين جديد يعتمد على التوحيد بتغييره لدين
الشرك التقليدي المصري، وحاول القيام بتغيير جذري في كل المجالات، لم يسمح له
زعماء طيبة بنقل رسالة الدين الذي اعتنقه، انتقل أمنحوتب الرابع وأتباعه من مدينة
طيبة إلى تل العمارنة، وهنا أقاموا مدينة جديدة وعصرية، أطلقوا عليها اسم "أخ-ان-اتون"،
غير أن أمنحوتب الرابع غيّر اسمه الذي يعني (طمأنينة آمون) إلى أخناتون التي تعني "الخضوع
لآتون". كان اسم آمون يمنح لأعظم وثن في العقيدة الشركية المصرية، أما
بالنسبة لأمنحوتب فقد كان آتون هو "خالق السماوات والأرض" إنه يماثل اسم
الله.
أربك هذا الوضع كهنة آمون وأرادوا انتزاع الحكم
من أخناتون مستغلين الأزمة الاقتصادية في المنطقة، وكانت النهاية أن قُتل أخناتون
مسموماً على يد المتآمرين، وهكذا بقي الفراعنة الذين تلوه حريصين على البقاء تحت
تأثير الكهنة.
تتالى على عرش مصر بعد أخناتون فراعنة بخلفية
عسكرية، ومرة أخرى عادت العقيدة التعددية القديمة لتسود بعد جهود كبيرة بذلت في
سبيل العودة إلى الماضي، بعد ذلك بقرن تقريباً وصل رمسيس الثاني إلى الحكم واعتلى
عرش مصر في أطول فترة حكم شهدها تاريخها، حسب أقوال العديد من المؤرخين: فإن رمسيس
هذا هو الذي استعبد بني إسرائيل وقاتل موسى (عليه السلام)
أهرامات
مصر
وكانت الكنب المدرسية تعلم القراءة والكتابة
وكتابة الرسائل والنصوص الأخري. وكانت المخطوطات تحفظ في بيت الحياة وهو دار الحفظ
في كل معبد وأشبه بالمكتبة. وكان المتعلمون في مصر القديمة يدرسون الحساب والهندسة
والكسور والجمع والطب. ووجدت كتب في الطب الباطني والجراحة والعلاج الصيدلاني
والبيطرة و طب الأسنان. وكانت كل الكتب تنسخ بما فيها كتب الأدب والنصوص الدينية. ثم
تطورت الهيروغليفية للهيراطقية (مادة ) ثم للديموطقية (مادة) ثم للقبطية (مادة) . وكان
لقدماء المصريين تقويمهم الزمني منذ مرحلة مبكرة وكان يعتمد علي ملاحطانهم للشمس
والنجوم بالسماء ومواعيد فيضان النيل في كل عام . وكانوا يستعملون تقويمهم في
تسجيلأ الأحداث التاريخية وجدولة أعيادهم ونأريخ القرارات الملكية. وكان أول
محاولة لصنع تقويم عام 8000ق.م. عندما صنع الدوائر الحجرية (أنظر: آفبيري وستونهنج)
في ركن بأقصي جنوب غربي مصر حاليا. وكانت تستخدم لمراقبة النجوم وحركاتها. وقسموا
اليوم 24ساعة (12 نهار و12 ليل )والأسبوع 10 أيام والشهر 3 أسابيع أو 30 يوم. والسنة
12 شهر. وكانت تقسم لثلاثة فصول كل فصل 4 شهور . وكانت السنة تعادل 360 يوم. وكان
قدماء المصريين يضيفون بعدها 5أيام كل يوم من هذه الأيام الخمسة تشير لعيد ميلاد
إله. و بهذا تكون السنة الفرعونية كاملة 365 يوم .وهي تقريبا تقارب السنة الشمسية
حاليا ماعدا ربع يوم الفرق في كل سنة شمسيةولم يكن يعرفون إضافة يوم كل 4سنوات . وقام
قدماء المصريين بالغديد من الأعمال الإبداعية المبتكرة والمذهلة للعالم سواء في
التحنيط (مادة)والمويبقي والنحت والأدب والرسم والعمارة والدراما . وبعد توحيدها
أيام مبنا أصبحت العقيدة الدينية لها سمات رسمية من التعددية قي الآلهة والإلهيات
وكانت البيئة لها تأثيرها علي الفكر الديني والعبادات الفرعونية حيث إتخذت الآلهة
أشكالا بشرية او حيوانية أو خليطا منها . وهذه الأشكال جسد فيها قدماء المصريين
قوي الطبيعة وعناصرها .وتأليف الأساطير والقصص حول آلهتهم وعالمهم لفهم التداخل
المعقد في الكون من حولهم. ولعبت العقيدة الدينية دورا كبيرا في حياتهم وكان لها
تأثيرها علي فنونهم وعلي فكرهم عن الحياة الأخروية وفكرة البعث والنشور وعلاقاتهم
بحكامهم . وكان الفن التشكيلي كالنحت والرسم بالأبعاد الثنائية علي جدران المعابد
والمقابر وأكفان الموتي وتوابيت الموتي وورق البردي. وكان الفنانون المصريون
يجسمون الصور الشخصية بملامحها التعبيرية متحطين معدل الزمن والفراغ في هذه الصور
اتعبر عن الخلود من خلال الرسومات الهيروغليفية التي تصاحبها وتكون جزءا من العمل
الفني الرائع . وكان يوضع اسم صاحب التمثال علي القاعدة أو بجانبه . والأهرامات
نجدها تعبر عن عظمةالعمارة لدي قدماء المصريين . وهذه الأوابد الضخمة مقابر لها
أربع جدران مثلثة تتلاقي في نقطة بالقمة وهي تمثل التل البدائي أصل الحياة في
أساطير الخلق أو تمثل أشعة الشمس القوية . ولقد بنوا حوالي 100 هرم كملاذ وبيت
راحة لحكامهم بعد الموت . وكانت المعابد مربعة الشكل باتجاه شرق غرب علي خط شروق
وغروب الشمس .وكان قدماء المصريين يعتقدون أن نموذج المعبد الذي يبنيه البشر يمكن
أن يكون بيئة طبيعية مناسبة للآلهة(أنظر: معبد). وقد إستفاد الأغريق من قدماء
المصريين في النحت والعمارة والفلسفة والإلهيات (أنظر: أمنحتب). فلقد كان المصريون
القدماء سادة فنون الأعمال الحجرية والمعدنية وصنع الزجاج العادي والملون. وكشف
التنقيب عن آثار عصر ماقبل التاريخ بمصر منذ 6000سنة ق.م. وجود مواقع أثرية علي
حدود مصر الجنوبية مع السودان حيث عثر بها علي أماكن دفن وإقامة الأعباد
والإحتفالات ومقابر للماشية مما يدل علي تقديسها. وعثر بالمقابر البشرية علي
مشغولات يدوية وأسلحة وأوان ترجع لهذه الحقبة مما يدل علي وجود عقيدة ما بعد الموت.
وكانت عقيدة قدماء المصريين تقوم علي الشمس ممثلة في عقيدة رع وحورس وأتون وخبري. والقمر
ممثلا في عقيدة توت وخونسو والأرض ممثلة في عقيدة جيب. وكانت نوت ربة السماء وشوو
تفنوت إلها الريحوالرطوبة. وأوزوريس وإيزيس حكام العالم السفلي. ومعظم هذه الآلهة
دارت حولهم الأساطير. وأصبح رع وآمون بعد إندماجهما يمثلان هقيدة آمون رع كملك
الآلهة. وكان هناك آلهة محلية تعبد خاصة بكل إقليم بمصر. وكان الملك الكاهن الأكبر
يمارس الطقوس في الأعياد والكهنة كانوا يؤدونها في الأيام العادية بالمعابد. وكان
عامة الشعب لايدخلونها إلا لخدمتها. وكان المصريون يهتمون بالحياة بعد الموت
ويقيمون المقابر ويزينونها ويجهزونا بالصور والأثاث. وكانوا بعد الموت يهتمون
بتحنيط (مادة) الميت . وكانوا يضعون في الأكفان التعاويذ والأحجبة حول المومياء. وكانوا
يكتبون نصوصا سحرية فوق قماشه أو علي جدران المقبرة وأوراق البردي لتدفن معه . وكانت
هذه النصوص للحماية ومرشدا له في العالم السفلي.
لغز
لعنة الفراعنة هذه الصورة مصغره ... انقر
على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 800x600 .
لغز خارق يهيم بنا علي أمواجه ولا ندري إلي أي
شاطئ يحملنا، هذا أقل ما توصف به أسطورة لعنة الفراعنة التي رسخت في أذهان عاشقي
الحضارة المصرية والباحثين والمنتظرين لانبعاث الأسرار المرتبطة بالكهنة والفراعنة
القدامى من العالم الآخر.. فليس غريبا أن الناس كانوا قديما يخافون دخول الأهرامات
أو الاقتراب من أبوالهول.. خوفا من الغموض الذي يكتنف حوادث الموت والهلاك والتي
يشاع أنها أدت لوفاة عدد كبير ممن تجرأوا علي فتح مقابر الفراعنةبدأت أسطورة لعنة
الفراعنة عند افتتاح مقبرة توت عنخ آمون عام1922 وأول ما لفت انتباههم نقوش تقول "
سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد الفراعنة " هذه هي
العبارة التي وجدت منقوشة على مقبرة توت عنخ آمون والتي تلا اكتشافها سلسلة من
الحوادث الغريبة التي بدأت بموت كثير من العمال القائمين بالبحث في المقبرة وهو ما
حير العلماء والناس، وجعل الكثير يعتقد فيما سمي بـ"لعنة الفراعنة"، ومن
بينهم بعض علماء الآثار الذين شاركوا في اكتشاف حضارات الفراعنة، أن كهنة مصر
القدماء قد صبوا لعنتهم علي أي شخص يحاول نقل تلك الآثار من مكانها.. حيث قيل إن
عاصفة رملية قوية ثارت حول قبر توت عنخ آمون في اليوم الذي فتح فيه وشوهد صقر يطير
فوق المقبرة ومن المعروف أن الصقر هو أحد الرموز المقدسة لدي الفراعنة.لكن هناك
عالم ألماني فتح ملف هذه الظاهرة التي شغلت الكثيرين ليفسر لنا بالعقل والطب
والكيمياء كيف أن أربعين عالما وباحثا ماتوا قبل فوات الأوان والسبب هو ذلك الملك
الشاب.. توت عنخ آمون..ورغم أن هذا الملك ليست له أي قيمة تاريخية وربما كان حاكما
لم يفعل الكثير.. وربما كان في عصر ثورة مضادة علي الملك إخناتون أول من نادي
بالتوحيد.. لكن من المؤكد أن هذا الملك الشاب قد استمد أهميته الكبرى من أن مقبرته
لم يمسها أحد من اللصوص.. فوصلت ألينا بعد ثلاثة وخمسين قرنا سالمة كاملة وأن هذا
الملك أيضا هو مصدر اللعنة الفرعونية فكل الذين مسوه أو لمسوه طاردهم الموت واحدا
بعد الآخر مسجلا بذلك أعجب وأغرب ما عرف الإنسان من أنواع العقاب.. الشيء الواضح
هو أن هؤلاء الأربعين ماتوا.. لكن الشيء الغامض هو أن الموت لأسباب تافهة جدا وفي
ظروف غير مفهومة.
وتوت عنخ آمون صاحب المقبرة والتابوت واللعنات
حكم مصر تسع سنوات من عام 1358 إلي 1349 قبل الميلاد. وقد اكتشف مقبرته اثنان من
الإنجليز هما هوارد كارتر واللورد كارنار فون وبدأت سنوات من العذاب والعرق واليأس..
ويوم 6 نوفمبر عام 1922 ذهب كارتر إلي اللورد يقول له أخيرا اكتشفت شيئا رائعا في
وادي الملوك وقد أسدلت الغطاء علي الأبواب والسرداب حتى تجيء أنت بنفسك لتري وجاء
اللورد إلي الأقصر يوم 23 نوفمبر وكانت ترافقه ابنته.. وتقدم كارتر وحطم الأختام
والأبواب.. الواحد بعد الآخر.. حتى كان علي مسافة قصيرة من غرفة دفن الملك توت عنخ
آمون.
وبدأت حكاية اللعنة بعصفور الكناري الذهبي الذي
حمله كارتر معه عند حضوره إلي الأقصر.. وعندما اكتشفت المقبرة أطلقوا عليها أول
الأمر اسم "مقبرة العصفور الذهبي".. وجاء في كتابه 'سرقة الملك' للكاتب
محسن محمد.. بأنه عندما سافر كارتر إلي القاهرة ليستقبل اللورد كارنار فون، فوضع
مساعده كالندر العصفور في الشرفة ليحظي بنسمات الهواء.. ويوم افتتاح المقبرة سمع
كالندر استغاثة ضعيفة كأنها صرخة إشارة فأسرع ليجد ثعبان كوبرا يمد لسانه إلي
العصفور داخل القفص.. وقتل كالندر الثعبان ولكن العصفور كان قد مات..وعلي الفور
قيل أن 'اللعنة' بدأت مع فتح المقبرة حيث أن ثعبان الكوبرا يوجد علي التاج الذي
يوضع فوق رأس تماثيل ملوك مصر.. وهذه كانت بداية انتقام الملك من الذين أزعجوه في
مرقده..ومن جانب آخر أعتقد عالم الآثار هنري يرشد أن شيئا رهيبا في الطريق سوف
يحدث..ولكن ما حدث بعد ذلك كان أمرا غريبا تحول مع مرور الوقت إلي ظاهرة خارقة
للطبيعة وواحدة من الأمور الغامضة التي أثارت الكثير من الجدل والتي لم يجد العلم
تفسيرا لها إلي يومنا هذا.. ففي الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة أصيب اللورد
كارنارفون.. بحمي غامضة لم يجد لها أحد من الأطباء تفسيرا.. وفي منتصف الليل تماما
توفي اللورد في القاهرة.. والأغرب من ذلك أن التيار الكهربائي قد انقطع في القاهرة
دون أي سبب واضح في نفس لحظة الوفاة وقد أبرزت صحف العالم نبأ وفاة اللورد.. وربطت
صحف القاهرة بين وفاة اللورد وإطفاء الأنوار وزعمت أن ذلك تم بأمر الملك توت ،
وقالت بعض الصحف بأن إصبع اللورد قد جرح من آلة أو حربة مسمومة داخل المقبرة وأن
السم قوي بدليل أنه أحتفظ بتأثيره ثلاثة آلاف عام.. وقالت إن نوعا من البكتيريا
نما داخل المقبرة يحمل المرض والموت، وفي باريس قال الفلكي لانسيلان.. لقد انتقم
توت عنخ آمون.وبعد ذلك توالت المصائب وبدأ الموت يحصد الغالبية العظمي إن لم نقل
الجميع الذين شاركوا في الاحتفال ، ومعظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحمي
الغامضة مع هذيان ورجفة تؤدي إلي الوفاة.. بل إن الأمر كان يتعدي الإصابة بالحمى
في الكثير من الأحيان.. فقد توفي سكرتير هوارد كارتر دون أي سبب ومن ثم انتحر
والده حزنا عليه.. وفي أثناء تشييع جنازة السكرتير داس الحصان الذي كان يجر عربة
التابوت طفلا صغيرا فقتله.. وأصيب الكثيرون من الذين ساهموا بشكل أو بآخر في
اكتشاف المقبرة بالجنون وبعضهم انتحر دون أي سبب الأمر الذي حير علماء الآثار
الذين وجدوا أنفسهم أمام لغز لا يوجد له أي تفسير ، والجدير بالذكر أن العديد من
علماء الآثار صرحوا بأن لعنة الفراعنة هذه مجرد خرافة وحالات الوفاة التي حدثت لا
يمكن أن تتعدى الصدفة والدليل على ذلك هو " هاورد كارتر " نفسه صاحب
الكشف عن مقبرة الفرعون " توت عنخ آمون " والذي لم يحدث له أي مكروه،
وبالرغم من ذلك إلا أن الكثيرين منهم لا يجرؤون على اكتشاف قبور فرعونية أخرى..ولا
حتى زيارة الآثار الفرعونية..كما قام معظم الأثرياء الذين يقتنون بعض الآثار
والتماثيل الفرعونية الباهظة الثمن بالتخلص منها خوفا من تلك اللعنة المزعومة
منذ 250 ألف سنة ق.م. في عصور ما قبل التاريخ
كانت مصر موئلا للإنسان البدائي الذي كان يصيد الحيوانات حيث كانت المنطقة في أقصى
الجنوب عند النوبة غنية بالحشائش.
منذ 25 ألف سنة ق.م. تعرضت هذه المنطقة للتصحر
الذي توقف بهطول الأمطار مما أوجد مجتمعات زراعية بمصر الوسطي والدلتا بالشمال.وقامت
أول حضارة مصرية في منطقة البداري بالصعيد تقوم على الفلاحة والصيد وتربية الطيور
والمواشي وصناعة الفخار والتعدين.
في سنة 4000 ق.م. ظهرت نظم الري وأصبحت مصر
ممالك قبلية صغيرة وكان الوجه القبلي يرمز له بالتاج الأبيض و الوجه البحري يرمز له
بالتاج الأحمر ووحد الملك مينا من الجنوب القطرين منذ 3100سنة ق.م وجعل العاصمة
منف (ممفيس). وهذا التوحيد جعل مصر بلدا آمنا وعاصمتها ممفيس مما جعلها ركيزة
وباكورة الحضارة الإنسانية بلا منازع وهذا يتضح من خلال سجلاتها الكثيرة الذي حافظ
عليها مناخها الجاف لتكون رسالة محفوظة عبر الأزمان المتلاحقة وما نقش علي جدران
أوابدها العظيمة وماكتب هلي ورق البردي.
تقسيم تاريخ مصر لثلاثين أسرة حتي دخول الإسكندر
الأكبر مصر وهذا التاريخ فيه ثغرات أغفلت فيها فترات حكم العديد من حكام مصر. انظر:
مانيتو.
ظل حاكم مصر يضفي عليه الألوهية منذ توحيد
مصرعام 3200 سنة ق.م. وحتي دخول الرومان مصر واطلق عليه لقب فرعون. هذه الصورة مصغره ... انقر على هذا
الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 690x496
.
2772 ق. م. عرف المصريون أن تقويم السنة 365 يوم.
2700 ق.م. الملك زوسر شيد هرمه المدرج.
2560 ق.م. بني الملك خوفو الهرم الأكبر الذي ظل
أعلى بناية في العالم حتي القرن 19.
2050 ق.م أصبحت طيبة أثناء الدولة الوسطى عاصمة
مصر.
2000 ق.م. مصر روضت القطط لإصطياد الثعابين
والتقدم في الفلك والتنبؤ يميعاد الفيضان.
1786 ق.م. الهكسوس الذين قدموا إلى مصر كتجار
وأجراء في القرن المضطرب السابق، يحتلون شمال مصر ويستقدمون الحصان والعجلة وقوي
نفوذهم بسبب المشاكل الداخلية بمصر.
1600 ق.م. ثورة ضد الهكسوس في مصر العليا إنتشرت
بكل أنحاء مصر.
1560 ق.م. أحمس طرد الهكسوس وباقي القبائل
الآسيوية، مؤسسا الدولة الحديثة وأصبحت مصر دولة إستعمارية وقد أدخلوا فنون حرب
الهكسوس في الجيش وبلغوا أعالي الفرات.
1560 - 1259 ق م خروج موسى و اليهود مع فلول
الهكسوس و الآسيويين من مصر.
1500 ق.م. استعمل الشادوف.
1375 ق.م. دعوة التوحيد إخناتون ونقل العاصمة من
طيبة لتل العمارنة ومنع عبادة الشمس.
750 ق.م. الملك كاشتا ملك النوبة يستولي على مصر
ويصبح فرعون بها.
671 ق.م. الآشوريون يهزمون مصر.
661 ق.م. الإمبراطورية الآشورية تتقلص وتصبح مصر
مستقلة لمدة قرن.
525 ق.م. الفرس يغزون مصر وحكموها لسنة 405 ق م.
343 ق.م. الفرس يحكمون مصر مرة ثانية حتي 332 ق
م.
332 ق.م. الإسكندر الأكبر يغزو مصر ويؤسس
الإسكندرية.
305 ق.م. بداية حكم البطالمة.
30 ق.م. كليوباترا تنتحر - نهاية حكم البطالمة
وبداية حكم الرومان.
330 م حكم البيزنطيين الروم لمصر.
639 م دخول الإسلام مصر بعد 20 سنة من ظهوره
بمكة.
الكون
الفرعوني
ان مما دفع قدماء المصريين للاهتمام بالنجوم و
الاجرام الكونيه هو ربطهم بعباداتهم حيث عبدوا الشمس و اطلقوا عليها اسم (رع) وقد
تصوروها وهي محموله على قارب وتسبح في الفضاء الذي اطلقوا عليه اسم (شو) , وقد
اعتقدوا ان الشمس عندما تغيب في الأفق الغربي ويحل الظلام تنزل الى العالم السفلي
وأسموه (دات), ويأتي نائبه القمر واطلقوا عليه الاله (تحوت) ليحل محله. هذه الصورة مصغره ... انقر على هذا
الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 800x532
.
وقد كانت الحضارات القديمه تقدس الانثى وانها
المحتوى للخلق لذلك جعلوا منها آلهة للكون وتجلت هذه النظره عند قدماء المصريين
حيث مثلوا الارض وهي على شكل رجل مستلقي على بطنه اسمه الاله(جب) وكل شي في الارض
من احياء وجماد على ظهره, وتصوروا السماء امرأه منحنيه محيطه بالارض ترتكز على
اطراف اصابع يديها وقدميها واطلقوا عليها الآلهه (تحوت) حيث يحملها إلاه الفضاء شو.
ادوات
الرصد عند قدماء المصريين
ابتكر الفراعنه ادوات بسيطه للرصد الفلكي وتحديد
مواقع الاجرام الفلكيه, وكانت اهم آله اعتمدوا وهي عباره عن اداتين تستخدم من قبل
راصدين اثنين, فالأداة merkht عليها هي (المركت)
الأولى عبارة عن غصن بلح قصير وسميك من احد
طرفيه حيث يوجد في الطرف السميك شق رفيع
اما الأداة الثانيه فهي عباره عن مسطره ذات
شاقول وهو خيط رفيع مربوط في اسفله قطعه من الرصاص حتى يشد الخيط ليصبح عاموديا, و
تحمل بشكل أفقي. هذه الصورة مصغره ...
انقر على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 800x532 .
وطريقة استخدام المركت هو ان يقوم شخص بالجلوس
بإتجاه الشمال و الآخر بإتجاه الجنوب بالنسبة للراصد, وتحدد الساعات عندما يجتاز
النجم الخيط العامودي في المسطره الأفقيه بحيث تمر بالقلب او بالعين اليسرى او
اليمنى او في اي جزء من جسم المشاهد فمثلا يقال ( النجم أري فوق العين اليسرى
للمشاهد الساعه الثالثه). اما في النهار فقد استخدموا المزوله الشمسيه (قياس ظل
عامود مثلا) لتحديد الوقت.
التقاويم
الفرعونيه
كان قدماء المصريين اول الحضارات التي قسمت
السنه الى (360) يوم , حيث قسموا السنة الشمسيه الى ثلاثة فصول كل فصل يتألف من
أربعة شهور, وقد اطلقوا على الفصل الأول الفيضان او (قحط) والفصل الثاني هو (بيرث)
او فصل الشتاء ويعني انزياح الماء من الاراضي , واطلقوا على الفصل الثالث الصيف أو
(شمو) ويعني شح المياه , وكانو يطلقون على السنين التي تمر عليهم رموزا خاصه تدل
على الحاكم في تلك السنين.وقد حسبوا أيضا ايام السنه الشمسيه عن طريق شروقين Canis Majorوهي ألمع نجم في كوكبة (الكلب الأكبر) Sirius متتاليين لنجم الشعرى اليمانيه هذه
الصورة مصغره ... انقر على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس
الحقيقي 800x532 .
وكان سبب اهتمامهم بهذا النجم انه يرتبط بموعد
فيضان نهر النيل حيث تتساقط الأمطار الموسمية على مرتفعات الحبشة فتتدفق السيول
نحو النيل فيرتفع منسوب المياه فيحدث الفيضان السنوي , وقد توقف حدوث الفيضان في
الوقت الحاضر بسبب بناء السد العالي جنوب مصر. لذلك لاحظ الفراعنه ان الفيضان يحدث
عند شروق نجم الشعرى اليمانيه فاتخذوها ساعه كونيه واحد اهم الأسس في التقويم
الفرعوني لتحديد موعد قرب حدوث الفيضان, والغريب ان نجم الشعرى اليمانيه يرتفع عن
الأفق الشرقي درجه واحده فقط عند شروق الشمس خلال فترة الفيضان مما يجعل رصدها صعب
بسبب الشمس مما يجعل رصدها صعبا وقد أثار ذلك استغراب العلماء في الوقت الحالي.
كما استخدم الفراعنه ايضا السنه القمريه وعرفوا
الشهر القمري من خلال شروقين متتاليين للهلال و قسموا السنه القمريه الى اثنا عشر
شهرا, وقد اعتمدوا على التقويم القمري ليحددوا موعد الطقوس و المناسبات الدينيه
حيث في كل سنه قمريه ثلاثة عشر عيدا رسميا ودينيا.
الكواكب
و المجموعات النجمية
اهتم الفراعنة بالنظر الى السماء و مراقبة
النجوم ربما بسبب صفاء الجو معظم ايام السنه حيث رصدوا النجوم و المجموعات النجميه
كالشعرى اليمانيه (لأهميته في تحديد وقت الفيضان) واطلقوا Big Dipperتسميات وتصورات خاصه بهم على المجموعات النجميه
حيث تصورا (الدب الأكبر) على شكل رجل ممدود الذراعينCygnus على شكل عربه يجرها حصان و شبهوا كوكبة الدجاجه
وغيرها من المجموعات النجميه. أيضا اهتموا
بالنجوم و اطلقوا على النجوم المحيطه بنجم الشمال بالنجوم الخالده, ومن احد اسباب
اهتمامهم بها هو ان بعضها يمثل الفردوس لأرواح ملوك الفراعنه.
واهتموا ايضا بالكواكب السياره الخمسة التي
تشاهد على شكل نجوم لامعة واطلقوا عليها (النجوم التي لا ترتاح ابدا) بسبب حركتها
المستمره بين النجوم وقد اطلقوا على كوكب المريخ (الحوري الأحمر ) واطلقوا ايضا
على المشتري (بالنجم الثاقب) وزحل (حورس الثور), وقد اطلقوا ايضا على الزهره
وعطارد (بنجمتي الصباح )عند ظهورهم في الصباح و (نجمتي المساء) عند ظهورهم بعد
الغروب. ولقد كانت أرصادهم دقيقه للغايه حيث يتجلى ذلك في تعامد اشعة الشمس على
وجه رمسيس الثاني في معبد أبي سنبل بأسوان مرتين في السنه. التعامد الأول يحدث في
يوم مولده وهو 22 فبراير و التعامد الثاني يحدث في 22 اكتوبر وهو يوم تتويجه للعرش
.
لغز
الأهرام وعلاقتها بالنجوم
ظن الناس منذ فتره ان الاهرامات هي فقط عباره عن
مقابر لحفظ جثث الفراعنه وممتلكاتهم وقد تبين بعد ذلك انها صممت لأهداف اخرى واول
من بدأ قصة الاكتشاف شاب بلجيكي هو روبرت بوفال سنة 1979 عندما قرأ كتاب عن الطقوس
الدينيه لقبائل الديغون يدعى (لغز الشعرى اليمانيه)The Sirius Mystery
حيث درجوا على الاحتفال كل 50 سنه تقديسا لهذا
النجم.
وتبين بالأرصاد الفلكيه ان لهذا النجم رفيق
عباره عن قزم ابيض يدور حوله كل 50 سنه وتستحيل رؤيته بالعين ولم يشاهد الا
بالمراصد الفلكية الكبيرة, و الغريب في الأمر انه كيف استطاعوا تحديد هذه المده
بالذات , هل يعقل ان تكون صدفة .. لا أحد يعلم؟!!!
لذلك اهتم بوفال بالآثار القديمه وخصوصا
الفرعونيه وتوقع انه يكتنفها العديد من الأسرار, وعند دراسته لأهرام الجيزه الضخمه
(خوفو , خفرع , منكاورع) وجد انها عباره عن نقل لصورة نجوم النطاق او (حزام الجبار)
وهي عباره عن ثلاثة نجوم مصطفه في السماء. وعند رصده لهذه النجوم وجد ان لمعان نجم
(دلتا الجبار) يقل لمعانه عن النجمين الآخرين و ايضا ينحرف عن مستواهما وعندما
اخذت صوره للأهرام من الجو وجد ان هرم منكاورع يقل حجما من الهرمين الآخرين اضافه
لإنحرافه عن مستواهما وبذلك بدت الصوره مطابقه بشكل مذهل لنجوم حزام الجبار مما
يدل على انهم نقلوا صورة النجوم الى الاهرامات, و يستدل على ان الموضوع ليس مصادفه
من خلال ان الاهرامات الثلاثه تقع غرب نهر النيل و نجوم النطاق تقع غرب نهر المجره
(الحزام المجري) وهي الحزمة الضبابيه التي تقطع السماء من الشمال الى الجنوب تماما.
ولم يتوقف الموضوع عند هذا الحد بل اكتشفوا ان
الاهرام بنيت بهندسة غاية في الدقه حيث ان زاوية وموقع هذه الاهرامات نسبة الى نهر
النيل تتناسق تماما مع زاوية نجوم النطاق نسبة الى نهر المجره مما يدل على ان نهر
النيل هو انعكاس لنهر المجره. وقد حدث هذا التطابق قبل 10500 عام حيث كانت درب
التبانه تشاهد وكأنها تقطع السماء من الشمال الى الجنوب مثل نهر النيل مما دفع
الفراعنه لبناء اهرامات الجيزه بهذا الشكل.
ولقد اكتشف علماء الآثار فوهات في الأهرام تبتدأ
من غرفة الملك وتنتهي بسطح الهرم, حيث وجدت فوهتين في غرفة الملك خوفو واثنتين
ايضا في غرفة الملكه, احدى هاتين الفوهتين في غرفة خوفو تتجه جنوبا بإرتفاع 45
درجه تماما و الأخرى تتجه شمالا بإرتفاع 32 درجه و 28 دقيقه, اما فوهات الملكه
فتتجه احداها جنوبا بإرتفاع 39 درجه و نصف والأخرى شمالا بارتفاع 39 درجه.
وقد ظن علماء الآثار ان هذه الفوهات هي عباره عن
مسالك للتهويه و لكن ذلك لم يقنع عالم الآثار المصري ( ألكسندر بدوي ) اذ احس ان
اهمية هذه الفوهات تحوم حول معتقدات شعائريه ودينيه حيث اكتشف الباحثون داخل هرم
خوفو متونا تدل على ان الفرعون الذي يموت تصعد روحه عبرها حيث الخلود. لذلك عندما
نظر بدوي خلال هذه الفوهات لم يرى نجوم ذات اهمية فإستعان بفلكية امريكيه تدعى (فرجينيا
تمبل) التي درست تغير اماك
ندى أحمد- . : عضو(ة)مجلس الادارة
> : مشرفة عامة على جميع الاقسام
وسام :
مواضيع مماثلة
» الحضارة الفرعونية والحقائق والاسرار بها
» نبذة عن الحضارة الفرعونية
» الحضارة الفرعونية والاثار بسيناء
» الحضارة الفرعونية والملكة حتشبسوت
» الحضارة الفرعونية بمصر ومدتها
» نبذة عن الحضارة الفرعونية
» الحضارة الفرعونية والاثار بسيناء
» الحضارة الفرعونية والملكة حتشبسوت
» الحضارة الفرعونية بمصر ومدتها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى